لا صداقة ولا عداوة ولكن مصالح

TT

هناك مثل يقول: أهرش الروسي يظهر لك المغولي. أي أن الروس في الأصل مغول أي أقل تحضرا. أي بدائيون أو فلاحون!

ومثل آخر يقول أهرش الفرنسي يظهر لك الإنجليزي. وأهرش الإنجليزي يظهر لك الفرنسي. والمعنى: أن الإنجليزي يخفي عداءه التاريخي للفرنسيين.. والفرنسيون يخفون عداءهم التاريخي للإنجليز.

ومرجريت ثاتشر إنجليزية صميمة وهي التي قالت: يدهشني أن يحتفل الفرنسيون بثورتهم وهي ثورة دموية كان فيها شنق وإعدام بالمقصلة وسجون وليس صحيحا أنها بيضاء من غير سوء. بل كلها سوء!

ومنذ أيام صدر كتاب بعنوان «جرائم نابليون» للكاتب الفرنسي كلود بريب يقول: إنه سبق هتلر إلى كل الجرائم والعداء لليهود..

ورئيسة وزراء فرنسا أديث كريسون عندما سافرت إلى بريطانيا قالت إن الإنجليز عندهم شذوذ. فلم تجد مرة واحدة عندما نظرت وراءها أن العيون تلاحقها كما تتوقع أية سيدة جميلة.. وقالت أيضا: إن الإنجليز في حاجة إلى دروس طويلة في الإحساس بالجمال والإحساس بالمرأة. ولا أعرف من أين يأتي الإنجليز بأطفالهم وكيف؟!

والشعوب الأوروبية لا تخفي عداءها للألمان. حتى أبناء النمسا الذين هم ألمان يرون أن الألمان فيهم غلظة وخشونة وينقصهم الذوق.. والشعوب الأوروبية معذورة في كراهيتها للألمان برغم الإعجاب بالعبقرية الألمانية. فألمانيا قد دمرت أوروبا وقتلت في الحرب العالمية الأخيرة أكثر من أربعين مليونا..

والآسيويون عندهم نفس المشاعر ضد اليابان برغم الإعجاب بعبقريتها، فبين اليابان وكل هذه الشعوب حديد ونار ودم. فقد أهلكت اليابان الملايين من أبناء آسيا في كل الحروب..

ولكن استطاع الزمن أن يضمد الجروح.. أما التداوي فقد أمكن ولكن الشفاء ما زال مستحيلا. والحكمة التي تسود كل شيء هي: لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، وإنما مصالح دائمة!