ما أروع خطوط الموضة

TT

قبل أكثر من 23 سنة، أتت امرأة تونسية بمولودها الذي أنجبته بطريقة غير شرعية، وخوفاً من الفضيحة ما كان منها إلاّ أن لفته بخرقة بالية ووضعته في حضن شحاذ أعمى جالساً على الرصيف، وعندما سألها عن هذا الشيء الذي وضعته في حضنه، قالت له هامسة في أذنه: إنه ابني، وسأعود لآخذه منك بعد دقائق عندما أنهي عملا عاجلا، ولكن المرأة لم تعد أبداً.

احتفظ الشحاذ الأعمى بالطفل حيث أنه غير متزوج وليس لديه (لا ولد ولا تلد) وبواسطته ازداد عطف الناس عليه وازداد دخله من الشحاذة، وعندما كبر الطفل وبدأ يفهم أصبح مثل والده الذي تبناه محترفاً في أصول الشحاذة، وكان هو الذي يقود والده في الطرقات.

وعندما بلغ عمر الطفل ستة أعوام التحق بالمدرسة، ونبغ نبوغاً لافتاً للأنظار، وتخرج من الثانوية ثم من الجامعة بامتياز كمهندس مدني.

وجاء في صحيفة (لابرس) التي أجرت لقاء مع ذلك المهندس ووالده الشحاذ الذي تبناه: أنهما الآن يعيشان عيشة رضية، بعد أن التحق ذلك الشاب بشركة أجنبية تدفع له راتباً مجزياً، وتسكنه مع والده في منزل فسيح ونظيف.. ولم يعد والده العجوز يمد يده لأي أحد، وهو فخور بوالده الأعمى ويعتبره المثل الأعلى في حياته، وله الفضل بعد الله في نجاحه.

ولا أدري هل تلك الأم قد قرأت تلك المقابلة وشاهدت صورة ابنها الأنيق الوسيم أم لا؟!

***

لا شيء يثير فضولي غير تتبع خطوط الموضة لملابس النساء في كل (سيزن).

قد (يستهجنّي) البعض عند اعترافي الصريح بذلك، ومعهم كامل الحق في ذلك الاستهجان وليس لدي أي اعتراض عليه، بل إنني أشد على أياديهم قائلا: شكرا، ها أنتم قد بلغتم، ولكن أرجوكم (فارقوني) فلا السياسة، ولا الاقتصاد ولا حتى مكارم الأخلاق (المشبوهة) لها الأهمية الأكبر في جدول حياتي الصاخبة.

وليس معنى ذلك أنني (داير على حل شعري) مثلما يعتقد البعض، لا أبداً، فلست بذلك الإنسان المستهتر أو الماجن أو المعتدي أو الكاذب لا سمح الله.

ولكنني (غصب عنيّ) أعلي من مكان المرأة وأضعها على الرف الأعلى من دولاب حياتي.

أحترمها، وأشكر الله على وجودها، فهي زينة الحياة في هذه الدنيا الفانية، فلولاها لما كانت الألوان، ولا الأضواء، ولا النغمات ولا الهمسات ولا اللمسات ولا الكركرات ولا المواعيد ولا الشجن ولا الحب الذي يفطر الحجر قبل القلوب.

***

حدثني ـ ولا أدري عن صدقه من كذبه ـ قال لي وهو يئن ويحن:

لولا زوجتي لما استطعت أن أتحمل الزواج.

رحمك الله يا صلاح جاهين عندما قلت: عجبي (!!).

[email protected]