هل تحتاج إيران إلى جاسوس سعودي؟!

TT

تناقلت الصحف في الأيام الماضية خبر إلقاء السلطات العراقية القبض على شاب سعودي يبلغ من العمر 20 عاما أثناء تسلله من الحدود العراقية إلى إيران بجواز سفر عراقي مزور، ويشير الخبر إلى أن الشاب اعترف بأنه يعمل لصالح المخابرات الإيرانية في العراق! فهل تحتاج إيران رغم كل نفوذها وحضورها في العراق إلى تجنيد سعودي ليعمل جاسوسا لها هناك؟! لا يمكن أن تقرا الخبر من غير أن تتذكر السؤال الساخر:

ـ «فين أذنك يا جحا؟!».

فحكاية الجاسوس السعودي لإيران أشبه بمن يبحر من السويس إلى الإسكندرية عبر رأس الرجاء الصالح، وهي أشبه ما تكون بفيلم سينمائي منتجه ومخرجه لا يضعان أي اعتبار لوعي الجمهور.

حكاية الجاسوس السعودي الذي يعمل لصالح إيران ليست سوى واحدة فقط من مجموعة أساليب أريد لها أن تستهدف إلصاق بعض الشوائب في توجهات التقارب العربي ـ العربي الذي بدت تلوح في الأفق بيادر حدوثه بعد الالتفاتة العربية صوب بغداد، والتي تزامنت مع إعادة صياغة العلاقات السورية اللبنانية، ذلك التقارب الذي أشار إليه عمرو موسى قبل أيام بالقول: «هناك تطورات إيجابية ستؤدي إلى نتائج إيجابية» حين سئل عما إذا كان هناك تحسن في الأجواء العربية العربية، فالتقارب العربي ضرورة لمواجهة الأعاصير التي تحيط بالمنطقة هذه الأيام جراء التصعيد الأمريكي الإيراني حول البرنامج النووي الإيراني.

والسؤال من يستهدف ضرب التقارب العربي ـ العربي؟

لا يمكن توجيه أصابع الاتهام لجهة واحدة على وجه اليقين، فثمة أكثر من جهة قد لا يصب التقارب العربي ـ العربي في مصلحتها، وعلى العرب أن يكونوا أكثر وعيا وإدراكا لغايات ذلك الاستهداف وأغراضه وأسبابه، ودوافع الجهات التي ينطلق منها.

وخبر القبض على «سعودي» عمره 20 سنة يعمل لصالح إيران في العراق لا يخلو من النوايا السيئة، ومحاولة إثارة النقع في مسارات الرؤية، وحتى لو قدر جدلا وجود شاب غر قبل السقوط في هذا الدور، فإن توظيفه ليس له غاية سوى إقحام السعودية والسعوديين لمحاولة المس بالدور المحوري الذي تلعبه السعودية، الذي يمثل الاعتدال في وجه التطرف، والحكمة في وجه الغوغاء، والعقلانية في وجه الجنون.. وعلى صانعي هذا «الحدوتة» الرخيصة أن يتقاسموا خيباتهم.

[email protected]