هدية من جيش الدفاع الإسرائيلي (2 ـ 2)

TT

أما الذي حدث لنا في إسرائيل فقد كان أعجوبة.. اتصلت بالأديبة ياعيل ديان ابنة موشى ديان، وهي أديبة ممتازة، وأذكر أنني كتبت مقالا عن أولى رواياتها «وجه جديد في المرآة» عن فتاة في الجيش الإسرائيلي. فصادرت سورية جريدة «الأخبار» المصرية بسبب هذا المقال. سألتها عن برنامج الزيارة، فقالت: الليلة كوكتيل للحفاوة بكم، وكنا: كمال حسن رئيس الوزراء وبطرس غالي وزير الخارجية وأنا، وقلت لها: كوكتيل في رمضان؟!

ـ يعني إيه؟

ـ يعني لا خمور في رمضان،

ـ نحن لا نفهم، فأنتم أول وفد مسلم يزور إسرائيل وفي رمضان الذي لا نعرف كيف تحتفلون به..

وسألوا رجال الدين وعددا من المصريين اليهود عن طقوس رمضان، وترتب على ذلك تغيير الكوكتيل إلى إفطار رمضاني، فتناولنا إفطارنا في الساعة العاشرة مساء!

وبعد منتصف الليل سمعت دقاً على الباب، فنهضت أسأل: فكانت ترابيزة ضخمة عليها كل أنواع الطعام: لحم.. ولحم طيور وسمك. وقال الجرسون: نحن لا نعرف ماذا تأكلون وأمامك كل شيء فاختر ما يعجبك، فقلت له: أنا نباتي، قال: يعني إيه؟ قلت: يعني لا أقترب من كل هذا الذي أتيت به.

وجلست أنتظر رغيفاً وقطعة من الجبن ومددت يدي إلى نسخة من المصحف. إنه مطبوع في مصر وأعيد طبعه في لبنان. وقلبت الصفحات الأولى من المصحف فهالني أن وجدت إهداء عنيفاً عبارة على شكل كرة تقول: هدية من جيش الدفاع الإسرائيلي. وهذا الإهداء فوق الصفحات الأولى من سورة البقرة!

فهم لا يعرفون أنهم ارتكبوا حماقة لا يعرفون مداها!