إلا أن تضع أصبعها في فمه! (1ـ3)

TT

الأسرة المالكة البريطانية غفرت للأميرة ديانا كل خطاياها الصغيرة والكبيرة إلا خطيئة واحدة.

فهي من أسرة أكثر عراقة من الأسرة المالكة. فالأسرة المالكة أصلها من الألمان أما أسرة اسبنسر ـ أسرة ديانا ـ فأقدم من الأسرة المالكة وأكثر نبلا.

وكانت الأميرة تعمل مدرسة في مدرسة أطفال. تجلس إلى الأطفال وتلاعب وتداعب. وتذهب إلى المدرسة بالبنطلون الجينز وتذهب إلى السوبر ماركت وتشتري احتياجاتها وتعلقها من كتفيها. وتقود سيارتها. ويستوقفها رجال المرور لأنها كسرت الإشارة. ولأنها أسرعت حيث لا ضرورة للسرعة وكثيراً ما استوقفوها حتى تدفع الغرامة. ودفعت وكان لا بد أن تدفع فلا أحد فوق القانون ـ أميراً أو خفيراً..

وكانت تسهر وترقص. طبيعي شابة ولها أصدقاء. وتشرب أيضاً وأصيبت بمرض بوليميا وهي أن تأكل كثيراً ثم تفرغ ما في جوفها من حين إلى حين. وكثيراً ما جلست على الأرض في المطبخ لتصنع لنفسها سندوتشات برغم كثرة الخدم والحشم. ولكنها تفضل أن تأكل من يدها هي وأحب الأطعمة إليها: السندوتشات تأكلها واقفة وجالسة ونائمة وعلى السرير وعلى الأرض..

إلا هذه الخطيئة فعندما ولدت ابنها الأول وليامز الذي من الممكن أن يكون ولياً للعهد بدلا من والده.. أو يكون ملكاً بعد جدته مباشرة. لأن الجدة ليست راضية عن سلوكيات أبنها الذي تزوج امرأة من الشعب لا تحبها الملكة ولا الشعب. فطلبت الملكة إلى الأميرة ديانا أن تقدم طفلها للأسرة المالكة كلها.. فجاءت الأسرة والأميرة جالسة تكشف عن صدرها ليرضع ابنها. وتهامسوا وسكتوا. ولكن الأميرة لم تعبأ.

أما الخطيئة فهي أن الطفل عندما يبكي كانت الأم تضع أصبعها في فمه. فيرضع ويسكت ورأت الأسرة في ذلك سلوكاً شعبياً متخلفاً لا يليق بالأميرات. ولكن ما فعلته الأميرة تفعله أي أم من أيام نفرتيتي حتى الملكة إليزابيث الثانية وأنه سلوك عادي جداً وطبيعي وإنساني!

وأحبها الشعب لأنها أم طبيعية بسيطة صادقة!