لا شيء (كالعدل)

TT

الكثير من الناس يحاولون تحطيم الرقم القياسي على مبدأ (غنيس) المشهور.

ولم أحسد وأتعجب إلاّ من رجل في الهند يدعى (زيونا)، حيث استطاع أن يجمع بكل كفاءة (وبدفعة واحدة) خمسين زوجة تتراوح أعمارهن من الأربعين إلى العشرين سنة، وله منهن إلى الآن (102) ابن وابنه.

ويقول ذلك الرجل المقاتل العظيم عن حياته مفتخراً: لقد أنشأنا مجتمعاً متسامحاً ومتقبلاً للاختلافات، حيث يقدر الأفراد في مجتمعنا الصغير الآراء والأفكار في حب وتعاون منقطع النظير.

ولو أنكم شاهدتم صورته وهو يضحك بسعادة مثلما شاهدتها، لحسدتموه وتعجبتم منه مثلما حسدته وتعجبت منه، المشكلة هي: فين الرجال الفحول؟! فينهم؟!

**

صحيح أن حبل الكذب قصير مثلما يقولون، وللتدليل على ذلك، أريد أن أقص عليكم حادثة كنت أنا بطلها في مجال الكذب الذي لا يضاهى ـ وهذه الصفة بالذات هي من مزاياي التي (أعض عليها بالنواجذ) ـ حيث انني قبل عدة أيام ذهبت مع صديق إلى أحد المطاعم لتناول العشاء، ووجدنا أن الطاولات في ذلك المطعم كلها مشغولة، فجلسنا مع غيرنا في غرفة الانتظار إلى أن يأتي دورنا، وطال انتظارنا، وفي هذه الأثناء شاهدت رجلاً مع زوجته يخرجان بعد أن انتهيا من عشائهما.

وإذا (بالغرسونة) الحسناء، تنادي على (فلان الفلاني) لكي يتقدم، وكررت ذلك النداء عدة مرات من دون أن يجيبها أحد، فما كان مني إلاّ أن أقول لها: أنا (فلان الفلاني)، تبسمت في وجهي قائلة: أهلاً وسهلاً، وتبعناها، وقبل أن نصل إلى الطاولة قالت لي: آسفة لقد أخرتكما والواقع أن أسرتكما تتوقع وصولكما منذ مدة.

عندما سمعتها تقول ذلك ارتبكت ولم أدر كيف أتصرف، خصوصاً عندما توقفت هي أمام طاولة متحلق عليها بعض الرجال والنساء، وأشارت إلى كرسيين شاغرين قائلة: (بوني بتي)، وذهبت.

والغبي صديقي سحب الكرسي وجلس عليه، وبقيت أنا واقفاً والعرق يتصبب من جبيني من شدة الخجل، فيما كان جميع من هم على الطاولة ينظرون إلينا بحذر وارتياب ـ خصوصاً ان هناك امرأة (شعواطه) نصف عمر من الجالسات أخذت تنهر صديقي بصوت مرتفع بألفاظ بذيئة طالبة منه القيام من الكرسي.

وخرجنا نجر أذيال الخيبة، ونظرات كل من كان في المطعم تشيعنا من دون أي احترام.

**

لا شيء في الدنيا يساوي (العدل) ـ بالذات إذا كان ذلك الحكم هو لصالح امرأة.

فقد قرأت أن هناك فتاة رفعت شكوى تظلم ضد خطيبها الذي هجرها بعد سنوات من الخطبة مطالبة بتعويض قدره (أربعمائة ألف دولار)، على أساس أنها تبادلت مع خطيبها طوال تلك المدة أكثر من (أربعمائة ألف قبلة)، وقد حكم لها القاضي بـ(مائتي ألف دولار) فقط، وقد انصاعت المسكينة لذلك الحكم وهي متذمرة على أساس أنها مظلومة، ولو أنني كنت أنا القاضي لحكمت لها (بثمانمائة ألف دولار) مع مائة جلدة لخطيبها.

سؤالي هو: كيف استطاعت تلك الفتاة أن تعد القبل؟!

صحيح أنها (فاضية).

[email protected]