قوة الإرادة هي إرادة القوة عند شخص واحد!

TT

فرق كبير بين قوة الإرادة وإرادة القوة!

فأن تكون إرادتك قوية معناه: أن تريد شيئاً وتقرر اختياره وتصر على تنفيذه حتى النهاية. أن تقلع عن التدخين ,عن الخمر, عن النميمة.. تريد ذلك وتنتقل من مجرد الرغبة إلى الإرادة ومن الأداة إلى التطبيق أي الاستمرار ومواجهة الصعوبات وتذليلها والمضي في ذلك حتى النهاية!

وعلماء النفس في ذلك يقولون لكي تكون لك إرادة قوية يجب أن تدرب نفسك عليها ابتداء من الأشياء الصغيرة ثم الكبيرة. وأن تكون إرادة الخير أو السلام أو التوافق هي البداية. وليس من التربية الصالحة أن تبدأ بإرادة الشر وإيذاء الآخرين ونفسك أيضاً..

أما إرادة القوة فهي أن تكون قوياً بالمركز أو بالفلوس أو بالسيطرة على الآخرين وأن تدوس الناس من أجل أن تكون أقوى اجتماعياً وإدارياً وسياسياً وإرادة القوة معناها: أن يكون كل هدفك هو أن تصبح أقوى ثم الأقوى. وفي التاريخ ألوف الشخصيات التي أرادت القوة على رقاب العباد على جثث الأبرياء. وأستاذ السفالة السياسية في التاريخ هو ماكيافيللي الفيلسوف السياسي الإيطالي.

ومن أجل الحصول على القوة ومزيد من القوة يجب أن تتجرد من نقاط ضعفك وهي الرحمة. فلا ترحم أحداً وأنت في طريقك إلى فوق. ومن يقول: لا.. اقطع رقبته. كذلك فعل كل الطغاة في كل التاريخ شرقا وغربا ولا يختلف الإسكندر عن هتلر ولا هتلر عن نابليون ولا نابليون عن نيرون.

وقد عاشوا في عصور مختلفة وظروف مختلفة ولكن ملامحهم واحدة. وهدفهم واحد هو أن يكونوا إرادة الشعوب.. أي يفرضوا على الشعب إرادتهم. وأن تكون هي الإرادة الوحيدة التي لا إرادة غيرها. وبذلك يجردون الشعوب من كل قوة ثم ينفردون بهذه القوة المطلقة.. يسحقون كل إرادة وكل قوة فلا إرادة إلا بهم ولا قوة إلا لهم..

هل من الممكن أن تكون قوة الإرادة هي إرادة القوة؟ الجواب: نعم. في حالة الطغاة فقط. فهو بإرادته القوية قرر أن يكون قوياً يذهب إلى أبعد من ذلك وهو أن إرادته القوية قد جعلها إرادة الشعب.. ثم ضحك عليه وجعله يتوهم أنه هو القوي الذي يريد وإذا أراد فلا إرادة لأحد سواه. وصدقت الشعوب ذلك عندما سرق الطغاة إرادتهم وقوتهم!