درجة واحدة تفصل بين خطابي أوباما وكينيدي

TT

تربط الإشارة الغريبة إلى التاريخ الشخصي بين حدثين مهمين في تاريخ الحزب الديمقراطي: خطاب قبول جون كينيدي لترشيح الحزب في مدرج لوس أنجلس عام 1960، وخطاب باراك أوباما لنفس المناسبة في استاد انفسكو فيلد.

كان مساعد كينيدي في إعداد الخطاب الذي أطلق فيه مصطلح «الحدود الجديدة» هو تيودور سورنسن، ذلك الشاب من نبراسكا الذي جاب البلاد مع السيناتور من ماساشوستس في الحملة التي أوصلتهم إلى لوس أنجلس.

صرح سورنسن، الذي يبلغ الآن 80 عاما ويعاني من ضعف شديد في البصر، في حوار عبر الهاتف من مكتبه القانوني في نيويورك أنه لم يكن له أي دور في خطاب أوباما. ولكنه قال إنه استمع إليه «باهتمام شديد»، لأن أحد كاتبي خطاب أوباما هو آدم فرانكيل، الذي قال عنه سورنسن: «كان عيني طوال ستة أعوام عملت فيها على كتابة مذكراتي».

كان فرانكيل طالبا في السنة الثانية في جامعة برنستون عندما عينه سورنسن لديه للعمل على كتاب «المستشار: الحياة على حافة التاريخ»، والذي نشر في أوائل هذا العام. ووجه كينيدي ضربات بلاغية في خطابه لمنافسه، ريتشارد نيكسون، قائلا: «قبل أن يبدأ اللعب، يجب أن يوزعه أحدهم». ولكنه تعامل بحذر مع الرئيس الجمهوري في ذلك الوقت دوايت أيزنهاور، قائلا إن نيكسون «لا يسير وفقا لخطى العامة».

وكما فعل أوباما، اعتمد كينيدي في أسلوبه على أساس اختلاف الأجيال، بإعلانه أن «العالم يتغير. فقد انتهى العصر القديم. ولن تفلح الأساليب القديمة.. وفي إيجاز، فإنه عصر جيل جديد من القيادة، ورجال جدد يتعاملون مع المشاكل الجديدة والفرص الجديدة».

لم تكن هناك فجوة بين الأجيال بالنسبة لكينيدي ونيكسون، بعكس الفجوة الواسعة التي تفصل بين أوباما وجون ماكين. ولكن قال كينيدي إن برنامج الحزب الجمهوري «تعهد باستمرار الوضع الراهن، واليوم لا يمكن أن يستمر الوضع الراهن».

واستخدم تعبيره البلاغي «مواجهة الغرب على ما كان في الماضي الحدود الأخيرة» ليُعرّف إدارته «بالحدود الجديدة»، ويدعو الناخبين إلى التحلي بالشجاعة والوقوف معه على حدوده الجديدة. قال كينيدي: «إن دعوتي موجهة إلى أصحاب القلوب الشابة، بغض النظر عن العمر».

وعندما سئل سورنسن إلى أي مدى يمكن أن يكون أوباما قد استعار من هذا الخطاب الذي ألقي قبل عام من ولادة المرشح، قال: «هناك نقاط تشابه واضحة، حيث واجه كينيدي اختبارا دينيا، ويواجه أوباما اختبارا عنصريا. وفي الماضي والآن، كانت لدينا إدارة جمهورية استمرت لمدة ثمانية أعوام سمحت بتراكم المشاكل وسببت الإحباط للشعب». وعلى بعد أميال، بالكاد تسمع الكاتب العجوز لخطابات الرئيس وهو يتأمل في كيفية تناول التحدي الجديد. وعندما اتصلت به بعد أن أنهى أوباما خطابه، أعطى الخطاب درجة ممتاز.

وقال سورنسن إنه قد أعجبته نبرة «الشدة» وأنه يعتقد أن الأجزاء المتعلقة بالسيرة الذاتية أدت الغرض منها. وأضاف أن أوباما «عرّف بوضوح» أوجه الاختلاف بينه وبين ماكين. وقال إن عدم وجود عبارة بارزة مثل «الحدود الجديدة»، لا يشوب الأداء.

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»