أو. جي. سمبسون

TT

أثار اغتيال سوزان تميم الاستفظاع مرتين: الاولى بسبب القتل اياً كان الدافع، والثانية بسبب طريقة الاغتيال، أياً كان المجرم. والآن ندخل المرحلة الثالثة، وربما الأكثر فظاعة، وهي المحامون.

إنها فرصة ماسية مزدوجة: الحصول على الشهرة من اشلاء سوزان تميم وعلى المال من خزائن المتهمين بالجريمة.

للاختصار، نحن امام قضية او. جي. سمبسون مرة اخرى: الناس جميعاً تعرف انه القاتل، والمحامون ينسلّون بين ثقوب القانون وذاكرة الشهود، لكي يثبتوا ان لا اثبات في الجريمة. ولهذا الغرض يتقدّم المحامون بأوهى انواع السخافات: «لم يكن هناك خنجر في الجريمة».

يا حلاوتك يا آرثر كونان دويل. طب كان هناك سكينة سويسرية مشتراة ببطاقة ائتمان على الحساب. النثريات ايضاً على حساب المكلِّف، بكسر اللام.

ومحام آخر يشعبط فينا جميعاً: «سوف تكشف اسماء عربية ومصرية مدويّة». يا سيدي شكرا. ولكن المسألة هنا لا علاقة لها بالدوي. هناك جثة ممزقة وذووها يريدون ان يعرفوا صاحب هذه اليد وصاحب هذا القلب وصاحب السكين العسكرية السويسرية. اما مَن يدوّي من الاسماء العربية والمصرية ومن لا يدوّي، فهذا تضليل للتحقيق واحتقار للمحاكمة واحتيال «قانوني» على القضاء وإهانة لجثة ممزقة.

بداية القرن الماضي كان المحامون الناشئون في باريس يبحثون عن اي جريمة كبرى في المقاطعات ويسعون الى التوكل فيها مجاناً طلبا للشهرة. وفي قضية سوزان تميم شهرة تلقائية ومال كثير. وكلام ما بعده كلام. ومنه قول والد المتهم المزعوم ان ولده لا يمكن ان يرتكب جريمة من هذا النوع. انه قلب الأب، من هذا الجانب، ولا حساب لقلب الأب في عائلة تميم. ويذكّرنا ذلك بحادثة واحدة، وهو ان والد محمد عطا ظل اسبوعاً كاملا يقول انه تلقى امس اتصالا من ابنه فيما ركام البرجين لم يرفع بعد. وكذلك قال ذوو المفجر الآخر سمير جعفر وعرضوا الصور التي تثبت انه يجيد جميع انواع رقصات الرومبا والباسودوبلي. وترجمة الاخيرة في اغنية داليدا: خطوة خطوة واحدة وخطوتين.

نداء الى السادة المحامين: احترموا حرمة الموت.

احترموا عقول الناس.

احترموا القضاء المصري. احترموا سمعة مصر.

والرجاء ان تحترموا انفسكم، اذا كان ذلك ممكنا.