مسرحية للحكيم لا ينشرها أحد!

TT

فاوست شخصية خرافية. ويقال لها أساس من الواقع. وهو يعمل بالسحر الأسود.. وعلى وفاق مع الشيطان. ويقال إن فاوست هذا أراد أن يعرف أكثر فأعطى الشيطان سنوات من عمره لكي يعرف ويفهم. وتم الاتفاق وانتهى بدخول فاوست جهنم.

هذه الأسطورة بهرت الشعراء فكان الشاعر الإنجليزي كريستوفر مارلو أول من كتب عن فاوست وسجل هذه الأسطورة.

ولكنه لم يبلغ من العظمة والحكمة والجمال ما بلغه الشاعر الألماني جيته، عندما ألف مسرحية فاوست سنة 1808.. وهي من جزءين.. الجزء الثاني الذي كتبه مع صديقه الشاعر شيلر غير مفهوم تماما. ولذلك فإن أحدا لا يذكر الجزء الثاني بسبب ما فيه من غموض وتهاويم وتهاويل أيضا.

ثم تناول الأسطورة الأديب الألماني توماس مان والشاعر الفرنسي فاليري. ولكن فاوست الذي قدمه لي توفيق الحكيم وهو على فراش الموت شيء آخر.. فقد أخرج من تحت المخدة نسختين واحدة لي وواحدة لزوج ابنته وهو ناشر شاب. يرحمه الله ولم يقل توفيق الحكيم شيئا عن هذه المسرحية الصغيرة.

وقرأت المقدمة فإذا هي بقلم واحد يدعي أنه حفيد غير شرعي للشاعر الألماني جيته. وأنه مصري صعيدي قبطي من الفيوم..

وكان في نيتي أن أترجمها لولا أنني وجدت الإلحاد فيها صارخا من أول سطر حتى نقطة النهاية. وبعد سنوات من وفاة توفيق الحكيم جاءت تفسيرات من فرنسا تقول إن هذه المسرحية من تأليف توفيق الحكيم. وأنهم في فرنسا أيضا لا يرون نشرها؟!