اللامنتمي كلمة من العراق (2 ـ 3)

TT

وانتقلت من الفلسفة الوجودية الخشنة عند الفيلسوف الألماني هيدجر إلى الوجودية الأدبية والنفسية عند سارتر والوجودية الدينية عند مارسيل الفرنسي وبرديائف الروسي والوجودية الملحدة عند أدنامونو الإسباني وأنيانو الإيطالي..

واخترت من الأدباء والشعراء الذين لا ينتمون وكان في مقدمتهم المفكر العربي الكبير أبو حيان التوحيدي والشاعر كامل الشناوي والعالم الجغرافي جمال حمدان والأديب إبراهيم عبد القادر المازني وخمسة غيرهم.

وحاولت أن أعثر على الأديب العراقي أنيس زكي حسن لكي أسأله كيف اهتدى إلى هذا التعبير البليغ. فقد صادفت في اللغات التي أعرفها كلمات قريبة من هذا المعنى ولم أجد لها مرادفاً. وكان أملي أن أعرف منه كيف يترجمها. ولكن أحداً لا يعرف أين والقليلون الذين يعرفونه يقولون: ربما انتحر.. وليس هذا المعنى غريباً على كل من لا ينتمي.. وكان في نيتي أن أضع الأستاذ العقاد بين هؤلاء أو بيننا لولا أن له مواقف محددة واضحة تماماً في الدين والمذاهب الدينية والمدارس الفلسفية. وإن كان أحياناً يضيق بالدنيا ويؤكد أنه ليس منتمياً. ولكنها لحظات من الغضب والسخط.

واللامنتمي هو أهم كتب الأديب كولن ولسن الذي تزعم وهو شاب صغير مدرسة «الأدباء الغاضبين» أو «الأدباء الساخطين»، وكان العقاد يسميهم «الأدباء الغضاب».. ولم يكن لهم احتراماً كافياً. فالعقاد يرى أن الإنسان يجب أن يكون له موقف أو رأي. والهروب من المواقف ليس موقفاً. تماما كاللاعب الذي كلما جاءته الكرة قذفها إلى خارج الملعب. فليس لاعبا وإنما هو عابث وغالباً يلعنه الجمهور ويطرده الحكم!