وتحققت النبوءة بعد 40 عاما!

TT

مات واحد إسرائيلي جريء مخلص أراد السلام. وكان يعلن عن رغبته بطريقته الخاصة. وهى أن له طائرة صغيرة لا يدركها الرادار فإذا به يهبط في أي مكان في مصر. ويتساءل المسؤولون: ما الذي يمكن عمله معه..

فيكون الرد: أطلقوا سراحه!

وتكتب الصحف بسخرية هناك وهنا عن هذا الاسرائيلي المجنون. ولم يكن مجنونا.. وإنما كان شابا مخلصا حريصا على أن يلفت الأنظار والأسماع بأنه داعية للسلام بيننا. وأننا جميعا ولدنا لنعيش.. ونعيش في سلام هكذا قالت الكتب السماوية. وبس!

حدث ذلك في عهد الرئيس عبد الناصر، وفي عهد الرئيس السادات..

إنه أيب ناتان. طلب مني أن يرى الرئيس السادات. ورآه وجلس إليه واستحلفه بأن يسعى مادام حيا إلى أن يحقق السلام. والى أن يلتفت إلى أن هناك جماعات يهودية تكره الحرب والعذاب وتريد أن تعيش في هدوء لم تعرفه وبسلام قد حرمت منه.

ولم يتعب أيب ناتان أن يركب طائرته ويهبط بها في مصر. ولكنه دعاني وأقام عشاء على شرفي. وسألني من تحب أن ترى هنا. وذكرت له بعض الأسماء صارت من الوزراء فيما بعد. وكان عشاء وفرفشة وجلس كل واحد كما يحب ويتكلم مع من يريد. ويرى في ذلك خطوة نحو الصداقة طريقا إلى التعايش في سلام..

وفي نفس الوقت كان من رجال الأعمال الناجحين.. وكل اسرائيلي لابد أن يكون له عمل. أو حرفة.. إن الفيلسوف اليهودي العظيم ابنسوزا كانت له حرفه أن يجلو عدسات النظارات. فالأول أن يعرف كيف يعيش وبعد ذلك كيف يفكر ـ هذا إن كان فيلسوفا أو شاعرا أو أديبا..

وكان ناتان يقول: سوف أعيش حتى يكون السلام بيننا بين مصر وإسرائيل والعرب..

وتحققت نبوءته بعد أربعين عاما!