وكانت أمنيتها أن تقول: لا!

TT

لاحظت أنني عندما كانوا يسألونني: اسمك فأقول. لكن أجد أنهم يكتبون اسمي بصورة غير التي اعتدت أن اكتبها وهم صح وأنا غلط. فالذي كتب اسمي لا يعرف كيف يكتب الأسماء بنطقها الصحيح..

فلا بد أن اسمي بصورته الأوروبية له وجود عندهم. وأمسكت الموسوعة بلغات مختلفة بحثاً عن الشكل اللاتيني لهذا الاسم فلم أجد اسم رجل. وإنما كلها أسماء سيدات وأكثرهن لا أعرفهن.. أو لا أعرف واحدة منهن.. إلا واحدة قد سمعت اسمها من إحدى قريباتي؟

سألتها. فعرفت أن هناك قديسة اسمها مثل اسمي. وإن كانوا ينطقون اسمها هكذا «آنييس». وهي فتاة صغيرة عمرها 12 عاماً. وكل جريمتها أنها تقول: لا .. لا للرذيلة لا للخرافة ولا للإكراه حتى على الصلاة. فعاقبوها بأن أرسلوها إلى أحد بيوت الدعارة حتى لا تجد الشجاعة على أن تقول: لا.. فمـــع الضرب والبهدلة سوف تقول: نعم. ولكنها أصرت على أن تقول: لا..

ويقال إن كل من حاول لمسها أصيب بالعمى. تحداها كثيرون وكان من نصيبهم العمى.. ولم يكونوا في حاجة إلى أن يؤمنوا أنها فتاة من طراز خاص.. وأنهــا مباركة.. وأنها اختيرت رمزاً للنقـــاء والصفاء والفضـــيلة فجعلوها قديسة. وجعلوا عيدها ابتـــداء من القرن الرابع الميلادي حتى اليوم هو 21 يناير من كل سنة..

ويقال إنها تظهر للفتيات المراهقات وقد أمسكت قيثارة وتعزف عليه لحناً جميلاً لكلمة واحدة: لا.. لا!