من أين جئت بهذا الاسم؟

TT

بضعة أيام ويتغير لون العالم. شاب هجين من أم بيضاء وأب أفريقي، من أم مسيحية أميركية وأب كيني مسلم، يصبح رئيسا على الدولة التي طال فيها الاضطهاد العنصري أكثر من أي بلد آخر. لقد اختصر باراك أوباما المسألة كلها قبل سنوات، عندما اختار عنوانا لكتابه من كلمتين «جرأة الأمل».

تجرأ الشاب الأسود أولا على خوض معركة مقعد في مجلس الولاية، ايلينوي، ثم هزم في معركة مجلس الشيوخ منافسا أبيض ثريا صرف على معركته الانتخابية 19 مليون دولار. لماذا، في هذه الحال، لا يكمل معاركه فيخوض حرب الرئاسة الأولى؟ حقاً لمَ لا؟ لكن هذه بلاد كانت إلى نصف قرن تضع على أبواب المطاعم «ممنوع دخول الزنوج». وحتى الستينات كان نجوم السينما السود يصلون إلى فنادق «سانت لويس» فيقال لهم، آسفون، لا يمكن قبول الزنوج.

هذه بلاد خاضت إحدى أشرس الحروب الأهلية في التاريخ، بسبب مَن كانت تسميهم العبيد، ثم الزنوج. وهذا بلد اغتيل فيه ابراهام لنكولن، أمير الرؤساء، بسبب أنه إنسان وليس لونا. وفي هذا البلد اغتيل قبل أربعين عاما، على وجه الضبط، ساحر بشري يدعى مارتن لوثر كينغ، لأنه رفع شعار «عندي حلم». وقد أصبح الشعار عنوانا لإحدى أهم وأجمل الخطب في التاريخ.

في هذا البلد كان الجندي الأسود مفصولا عن الأبيض. وكان السود في القطارات والباصات والمسارح يجلسون على المقاعد الخلفية. وكانت منازل السود في الأرياف تحرق، ولا يسمح لهم بشراء الشقق في الأحياء الغنية. وكانت الأعمال البسيطة والشاقة وحدها تُعطى للسود. وفي جميع أفلام هوليوود، من «ذهب مع الريح» إلى الثمانينات، كان الخدم في أفلام هوليوود من السود أو من الزنوج أو من الاسم التحقيري Nigger.

في هذا البلد وقف شاب شجاع في بداية القرن الواحد والعشرين، يخوض معركة البيت الأبيض. بيت جورج واشنطن وابراهام لنكولن ودوايت ايزنهاور، وودرو ولسون وجون كينيدي وجيمي كارتر، الرئيس الذي جاء من الجنوب، ومعه مساعدوه وأصدقاؤه ورفاقه من السود.

«جرأة الأمل»!! في مقدمة الكتاب يروي هذا الشجاع الأسمر، أنه عندما خاض معركة المقعد المحلي في مجلس الولاية، كان الجميع يسألونه: «من أين جئت بهذا الاسم؟» من أين جاء بهذا الاسم؟ من كينيا. من أب مزواج مكثار أرسل أحد أولاده إلى البيت الأبيض بالقطار السريع.