مؤتمر النانوتكنولوجي في الأردن.. فرصة للمستثمرين العرب

TT

أبحاث وتطبيقات واستثمارات ومؤتمرات النانوتكنولوجي (التقنيات المتناهية في الصغر)، تجرى حالياً على قدم وساق، في سباق سريع لم يشهد له مثيل، عنوانه «اللحاق أو الانسحاق»، وترجع أسباب الاهتمام العالمي المتزايد والمتسارع بعلوم النانوتكنولوجي الى أنها تعتبر الآن من المجالات الواعدة الجديدة للإبتكار والإبداع، والتي ستغير وجه العالم في كافة مجالات الحياة.

وفي السنوات الأخيرة أدرك عالمنا العربي أهمية مجال النانوتكنولوجي، فبدأت الندوات والمؤتمرات وورش العمل والاستثمارات والاتفاقيات والشراكات تتزايد في هذا المجال، ولكن ما زال هناك المزيد والمزيد للحاق بركب الدول المتقدمة في النانوتكنولوجي.

وقد بدأت المملكة العربية السعودية الاهتمام مبكراً ـ وعلى جميع المستويات ـ بتقنية النانوتكنولوجي وخصوصاً الدعم الشخصي المادي والمعنوي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، فهناك حالياً في السعودية على سبيل المثال مراكز النانوتكنولوجي المتميزة بالجامعات وكراسي البحث في تخصص النانوتكنولوجي والشراكات والاتفاقيات الدولية في تطبيقات النانوتكنولوجي، ففي شهر فبراير الماضي وقعت «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» مع شركة «آي بي إم» IBM العالمية الرائدة، اتفاقية لإنشاء «مركز تميز دولي للأبحاث في تطبيقات النانو» وإجراء الدراسات والأبحاث المتقدمة في ثلاثة مجالات رئيسية ومهمة للمملكة هي تحلية المياه والطاقة الشمسية والبتروكيماويات.

وفي شهر سبتمبر الماضي وقعت مصر اتفاقية أيضاً مع شركة «آي بي إم» لإنشاء «المركز المصري للتميز في النانوتكنولوجي» والذي يعد أول مركز متخصص للنانوتكنولوجي في مصر وشمال أفريقيا بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من جانب، وشركة «آي بي إم» من جانب آخر.

كل هذه الجهود الحكومية العربية المتزايدة والواعدة تتطلب أيضاً تعاوناً واهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين ورجال الأعمال العرب، فلا تستطيع الحكومات القيام بمفردها بالاهتمام والاستثمار في مجال النانوتكنولوجي، فقد أقيمت على سبيل المثال العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل في عالمنا العربي ولكنها لم تشهد حضوراً واهتماماً ـ من قبل المستثمرين ورجال الأعمال العرب ـ يتناسب مع قيمة وأهمية هذه المؤتمرات. كما أن هذه المؤتمرات وورش العمل قد لا يعلم عنها الكثير من عامة الشعب باعتباره المستهدف الأول والأخير من أبحاث وتطبيقات النانوتكنولوجي التي ستغير حياته. فعلى سبيل المثال هناك حالياً في الولايات المتحدة برنامج متميز في التربية العلمية يسمى بـ« أيام النانو» NanoDays تموله «مؤسسة العلوم القومية الأميركية»، وهو عبارة عن «أسبوع للعامة» يتناول علوم وتقنيات وتطبيقات النانوتكنولوجي بهدف تشجيع وزيادة فهم النانوتكنولوجي بين عامة الشعب، وللمزيد من التفاصيل حول أيام النانو يمكن الرجوع للموقع الإلكتروني (www.nisenet.org).

ومن بين مؤتمرات النانوتكنولوجي المهمة التي تعتبر فرصة للمستثمرين ورجال الأعمال العرب، مؤتمر النانوتكنولوجي بعنوان «المواد ذات التركيبات النانوية المتقدمة»، والذي سيعقد في الفترة من 10 الى 13 نوفمبر القادم في الجامعة الأردنية بعمان، وبرعاية كريمة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حفظه الله، وينظم هذا المؤتمر كل من جامعة إلينوي الأميركية في إربانا ـ شامبين، والجامعة الأردنية في عمان، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بالأردن، وجامعة الملك سعود بالسعودية، كما سيشارك في المؤتمر عدد من المؤسسات منها، وزارة التعليم العالي بالأردن، والمؤسسة القومية الأميركية للعلوم، وجامعة الملك سعود، ورابطة خريجي جامعة إلينوي، والجامعة الأردنية بعمان. ويتميز هذا المؤتمر بتركيزه بالدرجة الأولى على إقامة ورش العمل التي تعنى بكل ما هو جديد حالياً في مجال علوم وتقنيات النانو، ومن بين منظمي هذا المؤتمر المهم عالم الفيزياء الأميركي العربي الأصل البروفسور منير نايفة، أحد أبرز علماء العالم في النانوتكنولوجي وبخاصة في مجال «جزيئات السيليكون النانوية» Silicon Nanoparticles، ومؤسس ورئيس شركة نانوسيليكون الأميركية وموقعها على شبكة الإنترنت (www.nanositech.com)، ورئيس شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب بالخارج، والذي يؤكد دائماً على أن الاستفادة من الخبرات العربية في الخارج تقلص الفجوة العلمية مع الغرب.

وأخيراً.. إن مؤتمر النانوتكنولوجي بالأردن، ليس فقط فرصة للمستثمرين ورجال الأعمال العرب، بل أيضاً فرصة لكل المهتمين النانوتكنولوجي، فهل نضيعها هذه المرة؟

* كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية