هل هناك من سامع؟!

TT

تعليقاً على مقال سابق كنت قد كتبته عن مآسي حوادث السيارات، وصلني التعليق التالي من الدكتور أحمد بن محمد أبوعباه/ مدير مستشفى التأهيل الطبي بمدينة الملك فهد الطبية في الرياض، وجاء فيه:

لقد تحدثت في أحد مقالاتك عن معاناة فئة غالية من مجتمعنا لا يعرفها إلا من عايشها كمريض أو كممارس صحي، يقدم الخدمة لهؤلاء المرضى.

يؤسفني أستاذ مشعل أن أقول لك إن مشكلة الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية، أدت لكثير من المآسي، لا سيما لفئة الشباب، فهي مشكلة اقتصادية، مالية، اجتماعية، وصحية، تفتك بالمرضى أشد من الإيدز والطاعون.

نحن في مستشفى التأهيل الطبي بمدينة الملك فهد الطبية، نقدم برامج تأهيلية مختلفة لـ:

1 ـ مرضى إصابات الحبل الشوكي.

2 ـ مرضى إصابات الرأس.

3 ـ مرضى الجلطات الدماغية.

4 ـ مرضى البتور (نتيجة مرض السكري وما بعد الحوادث المرورية).

أتمنى من الإدارة العامة للمرور، بدل أن توقف شاباً طائشاً في الحجز لمدة يومين، أن تحضره عندنا لمدة ساعتين فقط، في أحد الأجنحة، وتطلب منه مساعدة المريض للذهاب لدورة المياه (أكرمك الله)، ثم مساعدته في النزول للصالة الرياضية لأداء تمارينه اليومية.

إن عليكم يا حمَلة القلم مسؤولية قد تكون أكبر من مسؤوليتنا كأطباء في التحكم في هذه المشكلة، لأنكم سوف تقومون بدور توعوي يحد ويقي من هذه المشكلة، بينما نحن نقدم الخدمة عندما تقع الفأس في الرأس.

وإنني بدوري أشكر الدكتور على تعليقه الإيجابي، وأقدّر له المهمة الإنسانية التي يضطلع بها، وتألمت جداً من قوله: نحن نقدم الخدمة عندما تقع الفأس في الرأس ـ وهذه للأسف حقيقة مؤلمة.

وأتمنى، وأكرر (للمرة الألف)، أن تتم معالجة ومعاقبة كل شاب ومتهور ومتسبب بالحوادث والإصابات، أن يعاقَب بمثل هذه الطريقة الحضارية، فبدلاً من إيقاف هؤلاء أو سجنهم، لابد أن نفتح أعينهم قسراً، ونفجع عقولهم غصباً، ليعرفوا (أن الله حق)، فأعمار الناس ليست «بعزقة»، فهل هناك من سامع؟!

[email protected]