المتاعيس في ليلة العرس الأمريكي!

TT

«العروسة للعريس والجري للمتاعيس».. ينطبق المثل الشعبي بحذافيره الليلة على ملايين العرب، ومنسوبي العالم الثالث، الذين سيسهرون حتى الصباح في انتظار من سيكون عريس أمريكا الليلة باراك أوباما أو ماكين، وحينما تعلن النتيجة سيخرج المساكين إلى أعمالهم، يضربون في مناكب الأرض بعيون حمراء منتفخة من السهر، وفي أكفهم قبض الريح، فلا أوباما سيفعل شيئا من أجلهم ولا ماكين، فالرئيس في أمريكا ليس حاكما مطلقا في دولة من دول العالم الثالث يمكن أن يفعل ما يريد، ويتصرف كما يشتهي، ويغدق عطاياه على من رغب، لا بل إن باراك أوباما لو صار رئيسا سيكون عاجزا حتى عن نصرة عمته الكينية أويانغو، أو «العمة زوتين» كما يطلق عليها، والتي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية كمهاجرة غير شرعية من ملاحقة إدارة الهجرة، حيث سيكتفي ـ مغلوب على أمره ـ بالدعوة إلى تطبيق القانون الملائم في هذه الحالة، ومع هذا فإن استطلاع لمعهد «غالوب» كشف الميل العربي العاطفي لأوباما فنسبة 50% من السعوديين يفضلون أوباما مقابل 19% لماكين، و45% من اللبنانيين أيضا يفضلونه أيضا مقابل 18% لماكين، كما فضله 33% من الفلسطينيين مقابل 11% لخصمه، وليس من المستبعد أن يكون من ضمن أسباب هذا الميل أن أوباما يتحدر من أصول إسلامية أفريقية، وأن هذه المرجعية ـ وفق تصوراتهم ـ من شأنها أن تقوده إلى التعاطف مع قضايا المنطقة.

وأخشى ما أخشاه صدمة هذه العاطفة العربية، وخيبة أملها في أوباما، فهذا الذي سيأتي إلى الرئاسة مصحوبا بحاشية من الشكوك التي أطلقها خصومه حول عمق انتمائه الأمريكي سينأى بنفسه ـ شعوريا ولا شعوريا ـ من أية مواقف يمكن أن تدعم حملات التشكيك التي رافقت انتخابه، وربما يكون الرئيس الأمريكي الأكثر دعما لإسرائيل وعونا لها في محاولة لنفي شائعات خصومه حول انتماءاته الدينية..

وفي كل الأحوال أن يفوز أوباما على ماكين، أو يتمكن ماكين من قلب الطاولة في اللحظة الأخيرة في وجه باراك أوباما فليس أمامنا أن نفعل سوى ما يفعله عجائز الفرح، وهم يأكلون الحلوى ويدعون بالرفاه والبنين!

[email protected]