اعتذار والمعتذر مظلم

TT

انني استلم أسبوعيا عشرات الايميلات المحملة بالطرائف والنكات والأشعار والأغاني التي يزفها لي قراء هذه الزاوية، ولاسيما ما يتعلق منها بأحوال العراق ويدخل في إطار الفكاهة العراقيـــة. وكثيرا ما اســتعمل ما يــردني في مقالاتي هنا، وهو ما يفعـــله أي كاتب فكاهي متمازح.

ولعل بعض القراء يتذكرون ما كتبته عندما قلت ان الفكاهة هي تقريبا الفن الوحيد المباح للجميع ولا يخضع لحقوق نشر. فالنكتة ترد عن هتلر ويستوردها المصريون ويسوقونها عن ناصر ويأتي اهل العراق فيروونها عن قاسم وهلمجرا.

ترد الحكاية عن جحا ثم تروى عن ملا نصر الدين ونجدها اخيرا في مقالات البشري، وهكذا...

كان مما استلمته من القراء الكرام ايميل يحمل حكاية الصبي دعبول. اضحكتني الحكاية وأعجبتني وبالطبع خطر لي ان اشارك القراء بها كما يفعل أي إنسان محب للآخرين. لم أعرف من صاغها أو كتبها وما مصدرها ومكتبها. اعتبرتها قطعة من القطع الكثيرة المنتشرة في إطار الفولكلور الشعبي، تنتقل من فم الى فم وفي كل نقلة يضاف اليها شيء جديد ويعاد صقلها. اتضح لي فيما بعد أن الحكاية تعود لكاتب هو شلش العراقي نشرها في أحد مواقع الانترنت العراقية.

إنني لا أتابع هذه المواقع ولا علم لي بما يرد فيها. الظاهر ان أحد الاخوان قد أعجبته الحكاية فأرسلها لي. إنني أعمد دائما الى ذكـــر المصـــدر عندما اســـتوحي شـــيئا منه. ولكنــني لم أعـــرف هنا أي مصدر لأذكره. ربما ان ضغــــوط العمل لم تعطني الوقت الكافي للتنـــقيب عنه. اعتبرتهـــا جزءا من الفولكلور العراقي الجاري على الألسن.

بالطبع انني لم أنشر الحكاية كما وردتني، وانما طورتها وأعدت صياغتها بأسلوبي الخاص وأعطيتها بعدا سياسيا، كما لا بد أن لاحظ الزميل الفاضل والقراء الكرام. ومع ذلك فلا يسعني غير ان أعتذر اليه عما جرى.

ورغم ان العراق ليس عضوا في اتفاقية حقوق النشــر الدولية ولا ان ما فعلته يعتبر تجاوزا على الحقوق الادبية وانما جزء من حرية الاقتباس والتطوير الفني ولا ان ما فعلته قد جاء بسوء قصد مني، فإنني سأبعث للزميل الفاضل بأجرة مقالته صاغرا لا متكرما، مع اعتذاري وتمنياتي له بالمزيد من الإبداع والإنتاج. وسأتطلع لأي شيء سبق وان كتبه أو سيكتبه.

www.kishtainiat.blogspot.com