اطلعت على الترجمة العربية لـ «موسوعة القرن» التي تصدر عن المعجم الفرنسي «لاروس»، وهو عمل معرفي تثقيفي، حري بأن يقتنى في كل بيت. يشجع على ذلك، ليس فقط مستوى البحث والتأليف، بل أيضاً مستوى الترجمة التي قام بها عدد من الاساتذة التونسيين، الذين تشهد لهم المقدرة والجهد والدقة والمسؤولية وعدم التصرف بجهد الآخرين.
لاحظت وانا ابحر في الموسوعة ان العرب اطلقوا على النجوم والكواكب اسماء حيوانات. ولا تقول لنا الموسوعة سبب هذه الظاهرة. بعض الاسماء مترجم عن اللاتينية، لكن الاكثرية الساحقة موضوعة في الأصل. ولست مؤهلا لأشرح الاسباب فلعل اللغويين والخبراء يتفضلون بذلك.
اليكم بعض مما ورد في مدونة النجوم: عصفور الجنة، النسر، الحمل، القبار، الزرافة، كلب الصيد، الكلب الاكبر، الكلب الاصغر، الجدي، الحرباء (مترجم) اليمامة، الغراب، الاوز، التنين، الحصان الاصغر، الكركي، عصفور هندي، العظاية، الذئب، الذياب، الطاووس، الفرس الاعظم، الحوت، حوت الجنوب، العقرب، الثعبان، الثور، الدب الاصغر، الدب الاكبر، الحوت الطائر، الثعلب.
وحسب المدونة يبعد عنا ـ او نبعد عنه ـ اكثر الابراج 1600 سنة ضوئية، وهو الاوز، والاقرب هو السنتور ويبعد 4.3 سنة ضوئية. واما عصفور الجنة وهو الاسم الاجمل فيبعد 206 سنوات ضوئية كذلك. اما السنة الضوئية فتساوي 10 آلاف مليار كيلومتر. ووفقا للموسوعة فإن مجرتنا قديمة جدا وعمرها 15 مليار سنة.
ومن يقرأ في العلوم يجب ان يكون مستعدا لتوقع هذه الارقام. اما انا فكلما قرأت عن احافير عمرها 250 مليون سنة (غير ضوئية) فأقول في نفسي، مليونا بالزائد مليونا بالاقل، من الذي يستطيع ان ينفي او يؤكد: يكفينا ان نقرأ في علوم هذه الايام وما يفيد في معيشة البشر. وقد لفتني عنوان في الصفحة العلمية في «الشرق الأوسط» يقول: آخر صرعات العلم، انسان آلي يجري العمليات الجراحية. ولا بد ان واضع العنوان زميل شاب، والا لما اعتبر ان مثل هذا الانجاز العلمي «صرعة» مثل صرعات كارل لاغرفلد. ان الهدف الاساسي من الجراحة الآلية وتطوير الطبابة عن بعد، هو الوصول الى معالجة الفقراء، خصوصا في المجاهل والغابات. هؤلاء لا يقدرون على دفع اجور الاطباء والجراحين، او حتى الوصول اليهم. لذلك بدأت منذ سنوات، الجراحة بالتلفزيون. يكون المريض في الغابة والى جانبه اطباء غير مختصين، ينفذون ما يشير به الطبيب المختص في لندن او باريس.
يفيد تطور العلوم عادة العسكريين في حروبهم والاغنياء. لكنه يصل حكما الى بعض الفقراء، كما هو حال دواء الايدز الآن، الذي يحصد الملايين في افريقيا كل عام. فالجهل مربى الفقر. ولا اعرف ايهما افظع، لأنهما توأمان. دعكم من شواذ القواعد.