لو أنني أستطيع!

TT

لا أستطيع أن أطلب من القارئ أن يكتب بخط أوضح أو أجمل.. فأنا شخصيا خطي سيئ، ولا يوجد إلا سكرتيري، ومن عشرات السنين، هو الذي يعرف كيف يقرؤه.. وأحيانا أسأله عن هذه الكلمات الغريبة الشكل التي كتبتها أنا!

ولكن لا أمل من أن يكون خط بعض القراء واضحا ـ الحبر أغمق، والكلمات اكبر. أما الورق فبعض القراء يبعثون برسائل على ورق مطبوع عليه ورد وحيوانات، فلا أستطيع أن استخرج الكلمات من هذه الغابات!!

وبعض الرسائل كأنها مكتوبة برمش العين.. خطها صغير جدا ومنمنم وأجد صعوبة في قراءتها.. وأكثر القراء عندهم عقدة «سلة المهملات»، فهم يتصورون دائما ان الكاتب لا يكاد يرى هذا الخطاب حتى يلقيه في الزبالة.. ولذلك فهم يناشدون الكاتب ألا يفعل.. وان يمضى في قراءة الرسالة حتى آخرها.. وأحب أن أوكد للأعزاء القراء أن الكاتب سعيد بهذه الرسائل، وانه يقرؤها من أولها حتى آخرها ـ هذه حقيقة!

وبعض القراء، لأن الكتابة ليست صناعتهم، فهم يعرضون مشكلاتهم في صفحات طويلة جدا. هذا هو الذي يجعل من الصعب على الكاتب ان يقرأ وأن يستوعب.. فالكاتب عنده قراءات أخرى كثيرة.. يقرأ عشرين صحيفة يوميا بعدة لغات، ومجلات أسبوعية وكتبا وأبحاثا ورسائل فلو اختصر القارئ ما يكتبه لكان أفضل!

بعض القراء يطلبون سرعة الرد على رسائلهم. يحدث. ولكن بعض الصبر مطلوب، ثم ان هناك رسائل يصعب الرد عليها. أو ليس واضحا بالضبط ماذا يريده القارئ..

ولكن رسائل القراء هي من أعظم هبات الله لنا!

ولو استطاع الكاتب أن يرد على كل رسالة لفعل، لو استطاع الكاتب أن يهدي كل كتبه لكل قارئ، ما تردد.. ولكن هناك صعوبات عملية ومادية، ثم ان بعض الكتاب يحتاج إلى سكرتارية كبيرة.. وليس هذا ممكنا في معظم الأحيان..

أو لو كان عنده متسع من الوقت لالتقى شخصيا بكل من يريد أن يلقاه.. ولكن كيف؟.. وإذ كان اللقاء العابر صعبا، فكيف بمن يريد «ندوة» أو صالونا أسبوعيا؟! إن الكاتب يتمنى ذلك.. ولكن لا يستطيع!