سحاب يروح سحاب يجيء!

TT

هي: راقصة.

أنا: صحافي صغير..

هي: دعتني لكي أتفرج عليها في كباريه كذا..

أنا: ذهبت في ساعة مبكرة. وظللت جالساً ثلاث ساعات.. فقد تصورت أن الكباريه يعمل بمجرد فتح الأبواب.. ولذلك لاحظت إشفاقا ودهشة من الرواد الذين يسألون: لماذا جئت هكذا مبكراً، فمن النادر أن يمتلئ هذا الكباريه الصغير، ثم أنني سأجد مكاناً في أي وقت. أو كأنني أعمل عندها أحمل ملابسها وأدوات الطبل والزمر من مكان إلى آخر. ولذلك كانت لهم نظرات حاسمة، تريد أن تنقلني من موقعي في أول صف إلى أي مكان في الصف الأخير. أي المكان المناسب لصغار الموظفين..

ولا أعرف من الذي وضع زجاجة كوكا ثم اختفى. وبقيت الزجاجة في مكانها حتى آخر الليل. فأنا لم أطلبها.. ولا أستبعد أن يكون أحد السكارى قد وضعها ثم نسيها. هل نمت؟ ربما. هل غلبني التعب فنمت؟ ربما. وإذا كنت قد نمت قبل أن أراها فكيف يكون حالي إذا ظهرت. ولا أدري في أي وقت سوف تظهر وفي أي دور، وعلى أي نحو. إنها قالت إنها راقصة.. ويبدو أن نشاطا مسرحيا قد بدأ وانتهى. أناس جاءوا من اليمين ومثلهم من الشمال.. وهم مثل أوراق الكوتشينة في يد لا أراها..

وبسرعة ظهرت فرقة موسيقية وسمعتهم يرددون اسمها بزعيق كأنهم يوقظون الموتى ثم ظهرت هي كأنها تبتسم أو كأنها تضحك.. ولم أتبين ألوانها بوضوح وإنما هي قطع من السحاب تقترب من المسرح تعلو وتتلاشى.

وجاءت يد قوية تشدني: انهض إنها في انتظارك!

ونهضت. هي في انتظارك. تصدق بالله حتى تلك اللحظة لم أعرف من هي ولا ملامحها ولا اسمها.. ولا أين ذهبت.. ولا أين ذهبوا بي..

لكن من الأحلام حقائق. وكثير من الحقائق أحلام.. وأوهام!