نصائح إلى شاب وكهل

TT

أحب ان انقل هنا، نوعين من النصائح. الأولى وجهّها الكاتب الفرنسي جان دورميسون الى «كاتب شاب»:

* لا تبعثر وقتك. في الظاهر، يبدو الوقت بطيئاً، لا ينفد وبلا عمق. لكنه يمرّ سريعاً. وذات يوم تعود اليه وتكتشف أن شيئاً لم يبق.

* لا تهتم كثيراً بالحياة الادبية، بل انصرف الى قراءة الكتب.

* الإنسان هو ما يأكل. ما يتنفس. ما يرى. الكاتب هو ما يقرأ.

* لا تقرأ كيفما اتفق، بل اقرأ الكتب العظيمة التي يدعي جميع الناس انهم قرأوها وهم لم يفعلوا.

* اقرأ خصوصاً ما يسرك. الكتاب الجيد هو كتاب يمتعك. واذا كان ذوقك سيئاً في الكتابة وفي القراءة، فلا علاقة لك بالادب. انصرف.

* الموضة (الموجة) هي أحد محركات الادب. وهي أسوأ اعدائه.

* الحلم الادبي كالنساء. كلما كن بالغات الجمال كن صعبات المنال. الأفضل لك ان تحلم بأن تصبح رامبو ولا تنجح، من ان تحلم بأن تصبح سارتر وتنجح.

* ليس ممنوعاً على الكاتب ان يعشق وحتى الجنون احياناً. يكفيه ان يكتب مثل هذين البيتين، لالفرد دو موسيه:

يصبح الصمت فجأة مطلقاً

عندما تقف جورجينا سمولن لكي تغني

وقرأت للكاتب سامر سلامة النصائح التالية الى اديب (او اديبة) كهل:

* قم بقياس ضغط. تأكد من ان منظرك في المرآة لم يسبب لك النفور السريع. حاول ان تقيس طاقتك على تحمل النقد. تذكر كم بقي لك من الاصدقاء. تذكر آخر مرة وجهت، او كتبت كلمة حسنة الى احد، قس مدى ارتفاع نسبة الحسد عندك عن الشهر الماضي. اذا كان المعدل لكل ذلك مرضيا، اجلس وراء مكتبك وحاول.

* تذكر دائماً ان المحبة لا تقتل، والتسامح لا يمرض، ومكارم الاخلاق تبعث السعادة في النفس.

* الكتابة الغزيرة ليست تهمة ولا عيبا ولا هي اكواما من الكلام. الثرثرة كومة. وسوء الخلق كومة. والنفس الحاقدة كومة. والروح الكارهة كومة.

* لكل رجل (او رَجُلة) في الاداب مكان. لا ينفعك ان تدافع بالآخرين ولا ان تدفعهم. مليون خطيئة لا تشكل ابهام المتنبي، او سبابته، او حتى خنصره.

* حاول ان تحب. ايا كان. اي شيء. شجرة او حديقة او لوحة او رذاذ النيل او نور الشروق او فيلا في حديقة نيروبي. جرّب شعور المحبة. لا تخف على حياتك منها.

* صغر لسانك وكبر قلبك. افتح عينيك على العالم، ارفعهما عن صدرك الضيق، او ارفعيهما.