هل سامرز على صواب؟

TT

هل كان لاري سامرز محقًا بشأن المرأة والعلوم، بعد كلِّ هذا؟

كأم لابنتين، لا أتمنى ذلك. وفي الحقيقة، قال سامرز بنفسه في تصريحاته المشينة حول الاختلافات الجوهرية بين الجنسين: «لا أرغب في شيء أفضل من أن يثبت خطأي». إلا أن سامرز من المحتمل أن يكون عالمًا أو مطلعًا على شيء ما، كما أوضحت الدراسة الأخيرة. فقد أشار إلى أن بيانات اختبار الرياضيات والعلوم تظهر بعض الاختلافات بين الجنسين بعد تحليل مدى الكفاءة. بمعنى آخر، يزيد تمثيل وظهور الرجال في أعلى قمة التحليل وفي أدناه. وافترض بأن هذا التباين الصغير بالغ الأهمية يشير إلى اختلافات في الذكاء الفطري «أيًا كانت مجموعة الصفات المميزة الملازمة لكون المرء مهندسَ طيران في MIT (معهد ماساتشوستس للتقنية)، أو كيميائيًا في بيركيلي ـ وهذا يساعد في تفسير ظاهرة قلة تمثيل المرأة في الوظائف المتعلقة بفترة ولاية محددة بكليات القمة العلمية والهندسية.

وبالطبع، أدت هذه التصريحات إلى طرد سامرز من منصبه كرئيس لجامعة هارفارد. وسواء كانت كلفته أيضًا منصب وزير الخزانة لدى إدارة أوباما أم لا، فإنها غير مفيدة على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، سيترأس سامرز المجلس الاقتصادي القومي، وسيتجنب التأكيد على سماع أن هذا بلا شك زاد من حالات البغض الأخيرة.

ومع ذلك، فمن الجدير الرجوع إلى تصريحات سامرز لفهم ما وصفه ـ في تصريح ربما المقصود به الحط من قدر أحد ما ـ على أن «البعض يحاول إثارة الاستفزاز». واتجه إلى افتراض 3 عوامل لشرح الفجوة بين الجنسين في التعليم الجامعي. وكان أكثرها أهمية ـ كما أوضح ـ هي الطبيعة المنهكة لهذه الوظائف التي تستنفد طاقة وقوة كبيرتين.

وعلى حد وصف سامرز: «تتوقع الأنشطة الأكثر أهمية ومقامًا في مجتمعنا من الأشخاص الذين سيتم ترقيتهم إلى المناصب القيادية وهم في الأربعينات من أعمارهم التزامًا كليًا تامًا في عملهم.. وهناك حقيقة سائدة في مجتمعنا أن مستوى الالتزام الذي يكون الرجال المتزوجون مهيئين للقيام به أعلى بكثير مقارنة بالسيدات المتزوجات». ولطالما كانت الحياة الأكاديمية مريحة بالنسبة لي، إلا أن النقطة الجوهرية التي قصدها سامرز معمول بها فعليًا. وبالمناسبة، فإنها وثيقة الصلة بعمل الرئيس المنتخب للجامعات حتى الآن. نعم هناك تنوع مرضٍ، لكن هناك الكثير من الرجال الذين لديهم أطفال في المنازل أكثر من السيدات أنفسهن. ولم ينتقص سامرز من دور التمييز الواضح، حيث وقع في مشكلة كبيرة لدى قوله «الذكاء الفطري». ومن حيث كفاءة الامتحانات المعيارية للرياضيات، والعلوم، والقراءة التي وُزعت على تلاميذ أعمارهم ما بين 15 ـ 16 في 40 دولة، كانت كفاءة الفتيات أفضل بكثير من البنين في مهارات القراءة بجميع الدول. وفي المقابل، كانت درجة الإجادة بالنسبة للبنين أفضلَ في الرياضيات لكن ليس بدرجة كبيرة، وذلك بجميع الدول فيما عدا ثلاثة فقط. كما أن في جميع الدول سوى ثلاث فقط ـ بريطانيا، تايلاند، وآيسلندا ـ حقق الكثير من البنين درجات مرتفعة مقارنة بالفتيات بنسبة 99 في المائة. وأظهرت هذه الدراسة أيضًا ـ التي نُشرت في عدد 30 مايو (أيار) من مجلة «ساينس» ـ أن ثمة علاقة متبادلة بين درجة إجادة الفتيات في اختبارات الرياضيات والدول التي يوجد بها قدر كبير من «المساواة بين الجنسين»، وذلك على أساس قياس أشياء مثل حصة المرأة بين المسؤولين المنتخبين، أو مشاركة المرأة في القوة العاملة.

لقد كان سامرز أحمقَ بشأن ما قال، والطريقة التي قالها بها، على اعتبار المنصب الذي كان يشغله. إلا أنه من المحتمل أن تكون لديه وجهة نظر منطقية. ومع ذلك، أشارت الجلبة المستمرة التي حدثت إلى المزيد من نجاح التصحيح السياسي أكثر من التمييز بين الجنسين الذي يقترحه سامرز.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»