هنا عاش عرابي باشا! (2-3)

TT

كل ما شغلني في رحلتي الطويلة الغريبة العجيبة هو أنني أمشي وراء ابن بطوطة.. خطوة بخطوة. وإن كانت رحلتي أيسر وأسهل. فقد كان ابن بطوطة ينتقل من زورق شراعي إلى زورق ـ والعياذ بالله.. بين الهند وجزيرة سيلان ـ سري لانكا ـ ولماذا توقف عندها ابن بطوطة وبأية لغة كان يتكلم وكيف كان يدعو إلى الإسلام ويجلس للقضاء بين الناس. ويحكم بالعدل..

كيف اتخذوه قاضيا بين غير المسلمين وبين المسلمين. كيف عاش كيف تزوج كيف طلق زوجاته..

ثم من أين أتى ابن بطوطة بهذه المعلومات من جزيرة سيلان: وكيف ذهب إلى قمة الجزيرة ووقف أمام البحيرة الصغيرة التي أسموها: قمة آدم.. أو قدم آدم.. أي ان آدم عليه السلام عندما نزل من السماء وضع قدما هنا والأخرى في عدن. والمسافة بين عدن وسري لانكا هي مقدار خطوة من خطوات أبينا آدم.. فكم يبلغ طوله!

وإلى هذه الجزيرة نفى الانجليز زعماء الثورة العرابية. وكيف عاش عرابي باشا.. وله فيلا مكتوب عليها (عربي باشا) وكنت أول من لفت الأنظار والأبحاث إلى حياة عرابي هنا. ودعيت إلى الاهتمام بتاريخه وحياته وأثره في هذه البلاد. وكشفت مخطوطات نادرة عن عرابي باشا.. حياته وزوجاته والكعك والكنافة التي قدمها للجزيرة والقطايف في رمضان. ولا ينسى الناس كبار السن كيف كان عرابي باشا أبيض الثياب دائما.. وكيف كان يركب الخيل ويمشي ملكا ـ كما تقول أم كلثوم ـ بين الناس بطربوشه الأحمر وشاربه الطويل!