إحمد ربنا على كل حال!

TT

الحمد لله، لقد انتهى عام وأنت ما تزال حيا.. وسوف تشكر الله كثيرا على انك إن لم تكن غنيا فأنت في صحة جيدة، وإن لم تكن في صحة جيدة، فأنت غني، وإذا لم تكن غنيا ولا في صحة جيدة فأنت بين أهلك.. وإن كنت وحيدا في هذه الدنيا، فأنت على حريتك ولست طريح الفراش في المستشفى.. أو طريح الأرض في أحد السجون، وإذا لم تكن بين أهلك وأولادك فلا تحزن فالذين عندهم الأهل والأولاد أكثر تعاسة منك. فنصف مصائب الدنيا من الأقارب، والنصف الثاني من الأولاد.. ولا تصدق ان جارا قد أساء إلى جاره، أكثر مما أساءت الزوجة والأولاد والأصدقاء.. وإن كان رأسك يوجعك فاحمد الله أن رأسك فقط، فإذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فاخطف رجلك إلى احد المستشفيات وافتح أي باب وانظر.. ثم قف أمام أي باب واسمع!!

لولا هذا الشعور بأنك أفضل كثيرا من غيرك.. ما استطعت أن تصل سالما إلى نهاية هذا العام، ولولا المزيد من الأمل فلن تستطيع أن تبلغ نهاية هذا العام الجديد.

فالأمل يشبه «كاوتش» السيارات تدخل به المطبات فلا تهتز إلا قليلا.. انه يشبه «مسّاحات» المطر في السيارة يغسل الزجاج لكي ترى أوضح.. إنه مثل «الهلب» الذي يلقيه البحارة إذا هبت الريح فانه يمسك السفينة حتى لا تغرقها الأمواج والعواصف.. انه مثل الطبقة السكرية على أقراص الدواء المرة.. والحياة طعمها مر..

والأمل هو الذي جعلك تقرأ هذه السطور ظنا منك بأنني أقدم لك «وصفة سحرية» تنفعك طوال العام القادم، ولكني شغلتك عن نفسك لحظات..

والأمل هو انشغالك عن نفسك بأي شيء آخر.. لكي تنسى بعض الوقت ثم تقلب «أوراق النتيجة» إلى غد أفضل، إن شاء الله!