الملك والسرداب (1)

TT

لا يعرف أحد حتى الآن السبب في قيام مهندس الملك «سيتي الأول» بحفر هذا السرداب الغريب الموجود داخل مقبرته بوادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر.. وهناك حكايات وقصص كثيرة عن سر هذا السرداب. ويعتقد بعض الناس أن المصريين القدماء عندما حفروا السرداب، الذي يصل عمقه داخل الأرض، ومنحوت بالكامل في الصخر الطبيعي إلى ما يزيد على 130متراً، كان ذلك بأمر من الملك نفسه، ولهدف يعرفه جيداً، خاصة أن مقابر وادي الملوك التي تم نحتها وتجهيزها لفراعنة مصر، ويصل عددها إلى 26 مقبرة، لكل مقبرة شكل خاص، وتصميم يختلف من مقبرة لأخرى، ولا توجد مقبرتان متشابهتان تماماً. وقد استطاع كل ملك أن يأمر «المهندس المعماري» أو «رئيس كل أعمال الملك» بأن يحفر مقابر ذات أبيار وحجرات مزينة بالمناظر والكتب الدينية التي تساعد الملك المتوفى للعبور إلى العالم الآخر ومقابلة الإله «أوزير»، ولا يوجد في الوادي كله مقابر بها سرداب يماثل ذلك الموجود في مقبرة «سيتي الأول»، حيث إن السراديب داخل المقابر الأخرى حفرها المصري القديم على مقربة من مدخل المقبرة، ولا توجد سراديب أخرى بعد حجرة الدفن، مثلما هو الحال في مقبرة الملك «سيتي الأول». والسرداب نُحت بطريقة غريبة، فقد يكون حفره قد تم ليلاً لمزيد من إخفاء السرداب، ولكي لا يعرف أحد بوجوده داخل المقبرة الملكية، فيما عدا مَنْ قاموا بالعمل. ومقبرة «سيتي الأول» هي أكبر مقابر وادي الملوك.. وقد حاول المغامرون في القرن التاسع عشر أن يعرفوا سر هذا السرداب، وحاول بعده علماء آخرون، بل وحاول الشيخ علي عبد الرسول أحد أفراد الأسرة الشهيرة في علم الآثار المصرية أن يعرفوا سر السرداب وسر الملك «سيتي الأول»، ولم يستطع أحد في ذلك الوقت أن يحفر السرداب؛ لأن كل العلماء والأثريين كانوا يخشون من سقوط المقبرة، بل وتم وقف شيخ عائلة عبد الرسول عن العمل داخل السرداب، لأن المسؤولين بمصلحة الآثار ـ في ذلك الوقت من عام 1960م ـ اعتقدوا أن المقبرة سوف تنهار إذا ما تم ترميم وحفر السرداب، وللأسف أصبح هذا هو الاعتقاد السائد لدى جميع علماء الآثار المصريين والأجانب، ولم يحاول أحد الاقتراب من السرداب، أو محاولة معرفة سبب وجوده.

وهناك فريق آخر يعتقد أن حجرة الدفن السرية الخاصة بالملك «سيتي الأول» لا تزال موجودة بالمقبرة في نهاية هذا السرداب، ومليئة بالكنوز الذهبية والتوابيت، وأن كشفها سيكون أعظم من الكشف عن مقبرة الملك الصغير «توت عنخ آمون»، والتي عثر عليها هيوارد كارتر في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1922. وهناك فريق آخر يعتقد أن هذا السرداب هو سرداب رمزي سوف يسلكه الملك، لكي يصل إلى الإله «أوزير» الذي يجلس في نهايته ليستقبل الملك لكي يجعله إلهاً مثل باقي الآلهة. وقد تكون في نهاية هذا السرداب بحيرة كبيرة.. ولكن ما هو سر هذا السرداب؟. وللحديث بقية..

www.guardians.net/hawass