عبد الله بن عبد العزيز.. نقلة حضارية

TT

خطت المملكة العربية السعودية خطوة مهمة وتاريخية في طريق التطوير والإصلاح، بل وأكثر من ذلك، على كافة الأصعدة التي تمس المواطن مباشرة. فالتعديل الوزاري الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم أمس جاء بمثابة نقلة حضارية للبلاد والمواطنين.

جل تلك القرارات مفادها أن السعودية قد شرعت في التطوير فعليا، ووضعه على أرض الواقع، وعلى كافة الأصعدة، كما أن اختيار أول امرأة كنائب وزير يعني أن الباب قد فتح على مصراعيه للمرأة السعودية.

رسالة قوية من العاهل السعودي لشعبه على أنه ماض قدما بتطوير البلاد، كما قال مرارا، وبالفعل حرك الملك مجاديف التقدم في داخل نفوس السعوديين. فقرارات الملك ليست إصلاحا حذرا كما يقول البعض، بل هو إصلاح مناسب لظروف البلاد، وقبل كل شيء متطلباتها.

كما أن قرارات الملك ليست مجرد تعميمات يسمعها المواطن ويمضي، بل سيقف أمامها مطولا لأنها تمس حياته اليومية، ومستقبل أبنائه، حيث تم تعيين مسؤولين مشهود لهم بالكفاءة، في مؤسسات حساسة، دينية وقضائية وتعليمية، وفي الإعلام، والاقتصاد، والقطاع العسكري، وانتهاء بالشورى.

تم ضخ دماء جديدة قادرة على مواجهة تحديات العصر، وتوج الملك جهوده التي بذلها للمرأة بتعيين أول نائبة وزير، خصوصا أن السعودية ومنذ تأسيسها عنيت بالمرأة وخاضت معارك طويلة من أجل تعليمها.

كما أن الأسماء التي عينت من رجال الدين تبعث على التفاؤل حيث إن الذين تم اختيارهم كفاءات يقدرون متطلبات المرحلة، والمتغيرات التي تمر بها السعودية، والمنطقة برمتها. وهذا أمر لمسناه من أفكارهم ومساهماتهم التي قدموها على مدى سنوات، سواء الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أو غيره من العلماء والقضاة، وتتويج كل ذلك جاء بقرار مهم جدا وهو توسعة هيئة كبار العلماء وإعادة تشكيلها من مختلف المذاهب السنية.

الملك عبد الله وفي أحاديثه المعلنة، أو ما سمعناه منه في مناسبات عدة كان مقتنعا تماما أن خير مواجهة للتحديات هو بناء وطن قوي بناء وفعال من الداخل، وقابل للمضي قدما في وسط عالم يخطو سريعا في عالم التغيير.

ولذا نقول إن القرارات التي اتخذها الملك عبد الله بن عبد العزيز تعد نقلة حضارية كبيرة للسعودية وأبنائها، حيث فتحت آفاقا واسعة لبلاد تطغى عليها نسبة الشباب، والفتيات، وبلاد ليست تواقة للتطرف والتعنت كما يعتقد البعض.

بل إن السعودية، والسواد الأعظم من السعوديين، تواقون للتقدم والاستقرار، وتواقون لإسلام متسامح منفتح على الجميع، كما هي عادة الدين الإسلامي الحنيف، وتواقون إلى تعليم متطور.

والدليل أن السعودية هي من أكثر شعوب المنطقة ابتعاثا لأبنائها، إن كان من قبل الحكومة نفسها أو من قبل العوائل، وعدد المدارس والجامعات والمعاهد التي أنشئت في السعودية في السنوات الأخيرة يفوق التصور.

ما فعله عبد الله بن عبد العزيز هو تتويج لوعوده التي أطلقها لشعبه منذ تولى مقاليد الحكم، وكان السعوديون ينتظرون قراراته بفارغ الصبر، وبالفعل أوفى الملك فيما وعد.

[email protected]