وحيداً وشريداً في الفضاء

TT

من هو الذي لا يريد النجاح والوصول إلى المجد؟!

الكل يتهافت على ذلك، ولكن القليل من هؤلاء تحقق لهم ذلك، لأنه مثلما يقال: هناك شخص يتسلق (سُلّم) النجاح، بينما هناك عشرة ينتظرون (المصعد).

فالكل في عجلة من أمره، والكل لا يريد أن يتعب، وإذا ما واجهت البعض صعوبات أصيبوا بالإحباط واليأس والانتكاس.

مع أن الصعوبات في هذه الحياة، إنما هي (كالمطبات الاصطناعية) في الشوارع، فهي قد تبطئ من سرعة سيارتك بعض الأحيان، ولكنها لن تلقيها خارج الطريق.

و (خذوا الحكمة من أفواه المجانين).

**

هناك شركة استحدثت في أمريكا اسمها: (سيليتيس) وهي تملك إمكانيات إطلاق الصواريخ للفضاء، وليست مهمة هذه الصواريخ الاكتشاف والبحث العلمي كما يتبادر للأذهان، ولكن هدف تلك الشركة هو الربح (الحلال) فقط لا غير.

أي إن تلك الشركة متخصصة في نقل (رماد الموتى) بصاروخ إلى الفضاء، وحسب الوصية أو الطلب، فقد يبقى ذلك الرماد يلف حول الأرض إلى ما شاء الله، أو يقذف به في فضاء الكون اللامتناهي إلى الأبد، وقد قرر مبتكر مسلسل (درب النجوم) الشهير (رودنبيري وزوجته) أن يكونا أول (المحترقين المترمدين) الحائزين على شرف الصعود للفضاء.

ولا أكذب عليكم أنني بعد أن قرأت هذا الخبر، تمنيت لو أنني أستطيع أن أجوب أرجاء الفضاء وحيداً وبلا انقطاع، وعندما (ينفخ في الصور) سأكون من أول النازلين - فليست هناك مشكلة.

**

أكد لي أحدهم أن البشر ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

1- أناس يجعلون الأمور تحدث. 2- وأناس يشاهدون الأمور وهي تحدث. 3- وأناس لا يعرفون ما يحدث.

عندها (صمتُ) - أو بمعنى أصح (تبلّمتُ)، ولم أستطع تحديد انتمائي إلى أي فئة من هذه الفئات أنا أنتمي؟!

وشحذت زناد فكري إلى أن أعياني التعب وغلبني النعاس، ورحت في سبات عميق تتخلله بعض (الحشرجات) التي لا تصدر إلاّ من أناس هم قاب قوسين أو أدنى من القبر - والعياذ بالله -.

[email protected]