استهداف السعودية استهداف للجميع

TT

اعترافات مثيرة تلك التي قدمها محمد عتيق العوفي، الذي سلم نفسه للسلطات السعودية في منتصف فبراير الماضي، على التلفزيون السعودي يوم أمس، حيث كشفت جزءا من أهم خطوات العمليات الإرهابية وهو التمويل، والهدف من إبراز الخطاب الإعلامي لـ«لقاعدة».

اعترافات العوفي أكدت أمرا كثيرا ما كان يتردد، لكن دون تأكيدات، عن دور لبعض الدول العربية، والإقليمية، في تمويل القاعدة، سواء في السعودية، أو اليمن لتكون قريبة من الحدود السعودية.

كما أن اعترافات العوفي أكدت أن كل المحاولات التي جرت لتلميع خطابه الذي ألقاه وقت فراره لليمن، كان الهدف منها هو ضرب جهود الأمن السعودي الذي نجح نجاحا بارعا في محاربة الإرهاب وأصبح مكان شهادة دولية لحرفية الأمن السعودي وكفاءته.

اعترافات العوفي تظهر أن الدول التي تمول القاعدة كان هدفها الأساسي هو إبقاء السعودية تحت ضغط التهديد الإرهابي، وبالتالي إظهار السعودية كدولة غير مستقرة، من ناحية، والأمر الآخر ترسيخ وإلصاق تهمة الإرهاب بالسعوديين.

وهذا الامر الذي سعت له القاعدة منذ تفجيرات 11 سبتمبر بأميركا، حيث حرصت على أن يكون أكثر المنفذين سعوديين، ومنذ ذلك الحين ونحن نرى التركيز على الصاق تهمة الإرهاب بالسعودية ليست من الغرب بمقدار ما أنها من إيران وحلفائها بمنطقتنا.

بالطبع من واجب السعوديين، على كافة المسؤوليات والمستويات، التذكر دائما وأبدا أن سمعة بلدهم وأمنها واستقرارها هو واجبهم الأول والأساسي، مهما كثر الخصوم، وعليه فلا بد من نبذ التطرف بكل أشكاله، والسعي لمحاربته من جذوره.

وهذا ما حرصت عليه القيادة السعودية على كافة المستويات دون أي هوادة، بل وسجلت نجاحات بارزة، لكن يبقى الدور على المعالجة الفكرية من الجذور، وهذا أمر دائما وأبدا ما تردده القيادة السعودية، ويتطلب جهدا من أهل العلم والفكر.

وهذا بالنسبة للسعوديين، لكن على الناحية الأخرى، فلا بد أن يتذكر ويعلم البعض من الدول المجاورة أن اللعب بنار التطرف دائما ما يحرق اليد التي تحاول استخدامه في الخلافات السياسية، بل وحتى الصراعات.

اللعب بنار الإرهاب عبث، وثبت تاريخيا أنه يرتد على صاحبه، وهذا ما رأته بعض العواصم التي استسهلت هذا الأمر بعد سقوط النظام العراقي، وهذا ليس كل شيء، فما هو قادم سيكون أكبر عليهم، خصوصا إذا كانوا جادين في إنهاء ملفات كبرى، مثل عملية السلام وغيرها.

أما الدول الإقليمية التي تحاول زعزعة أمن السعودية، بمساعدة مثلث العبث الحقيقي في العالم العربي، دون أن نسميه اليوم، فهدفها الأساسي، والأخير، لن يكون السعودية وحدها مهما توهم البعض.

فالهدف الحقيقي هو الانقضاض على دول الخليج وخيراتها، وهذا الأمر صعب اليوم طالما أن الدولة السعودية قوية ومستقرة، حيث تمثل عقبة حقيقية في وجه تلك المطامع الإقليمية.

عليه فإن اعترافات العوفي يجب أن تكون الجرس الذي علق وقرع أيضا حول خطورة القاعدة ومن يقف خلفها من دول عربية وإقليمية، رغم الخلاف العميق بينهم وبين القاعدة، عقيدة وفكرا، حيث تبين أن هدفهم هو استهداف استقرارنا وأمننا.

[email protected]