مهندس الانتصار على الإرهاب

TT

تشير الحقائق التاريخية إلى أن الزعامة الروحية للعالم الإسلامي لم تتحقق لأحد من قبل إن لم يكن الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة ضمن مناطق زعامته. والمنظمات الإرهابية، التي تخفي أهدافها، وغاياتها، وطموحاتها الملتوية خلف بعض الشعارات الإسلامية تدرك جيدا حقائق التاريخ، وقوانين القوة، ولذا كانت السعودية ـ ولا تزال ـ الهدف الرئيس من قبل هذه المنظمات، فهي ـ أي المنظمات ـ تسعى جاهدة عبر مختلف الوسائل لزعزعة استقرار البلاد، ومحاولة إدخالها مرحلة الفوضى، التي تسمح لها باستثمار الوهم المتمثل في ما سموه نظرية «إدارة التوحش»، والسيطرة على البلاد، وتسخير مكانتها، وإمكاناتها لخدمة أغراضهم وأجنداتهم الخاصة، وهي محاولة محكومة بالفشل مسبقا في ظل النسيج الخاص الذي شكل بناء هذا الوطن، ووحد بين قيادته وشعبه في وجه محاولات الزيف، والضلال، والفتنة.

وفي هذا السياق لا بد من الحديث عن الأمير نايف، وزير الداخلية، والمهندس الميداني للانتصار الذي تحقق لهذه البلاد في معركتها مع الإرهاب، وهو أهم، وأعمق، وأرشد انتصار يتحقق على عصابات العنف في أي مكان من العالم للأسباب التي ذكرت بعضها آنفا بأن السعودية بمكانتها الدينية، ودورها الإسلامي الريادي، وعقلانية قيادتها، ووسطية فكر مجتمعها كانت الهدف الرئيس لتلك المنظمات، واستطاع الأمير نايف أن يدير المعركة بكفاءة، وحكمة، وأسلوب خاص خلاق جمع بين الحزم، والعفو، والإقناع، وفتح باب التوبة، ومراجعة النفس، والنصيحة، حتى ليمكن أن يقال بأن تجربة السعودية في مواجهة الإرهاب تعد التجربة الأمثل، التي تنبهت لها كثير من الدول، التي تمر بنفس المعاناة التي مررنا بها، وإن ظل الأمير نايف على الرغم من كل المنجزات الكبيرة التي حققتها وزارته في معركتها مع الإرهاب يؤكد، ويستنهض، ويحث في حكمة، وتواضع، وبصيرة العقلاء، على أهمية الجانب الفكري في المعركة مع الإرهاب، وأن الانتصار الأمني وحده لا يكفي لاستئصال جذور العنف، ومولداته، ومغذياته.

وأن تزف نشرات الأخبار الجمعة الماضية قرار حكيم الأمة، الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الأمير نايف، البطل الميداني للانتصار على الإرهاب نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، فإن ذلك يدل، ويؤكد، ويثبت أن بلادنا ستظل على الدوام حفية، وفية، شامخة برجالها الأوفياء، والعظماء، والمميزين.

[email protected]