عبد الحليم حافظ.. والحاخام!

TT

كنت في الجزائر وطلبت من الرئيس بومدين أن يأمر بأن نتوقف في باريس بدلا من الذهاب إلى مصر مباشرة. فقد أردت أن أزور عبد الحليم حافظ المريض في باريس. وكان يرافقني أحسن مصور صحفي هو فاروق إبراهيم. وذهبنا إلى عبد الحليم. وكان مريضا شاحبا هزيلا مخنوق الصوت غائر العينين مشقق الشفتين. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وكيف حالك يا حليم إن شاء الله تعود إلى القاهرة سالما غانما لمحبيك الذين يتمزقون حزنا عليك.. ألف سلامه.. فلان يبلغك السلام وفلانة تبعث إليك بتحياتها وورودها..

ولم يكن عبد الحليم قادرا على أن يكون له ابتسامة امتنان..

ثم قال: إنني ذهبت مع بليغ حمدي إلى أحد الحاخامات في باريس.. وهو رجل متخصص في السحر وطرد الأذى والشر والشياطين من حولي. وأعطاني حجابا. وفي التليفون طلب من شقيقته السيدة علية قائلا: يا أختي احرقي المخدات والمراتب.. واشتري جديدا.. فقد قال لي أحد السحرة هنا إن الشر كله يكمن تحت المخدة وتحت المرتبة.. ولا بد أن شقيقته قد فعلت ذلك.. ثم قال لي: إن الحاخام حذرني من واحدة اسمها (أم أمين)..

واندهشت أن يعرف الحاخام اسم واحدة بالتحديد وكتبت مقالا. وفي اليوم التالي جاءني الموسيقار محمد الموجي ومعه سيدة بيضاء ترتدي السواد.. أهلا يا محمد.. وبادرني بقوله: وهذه يا سيدي أم أمين زوجتي!

فاعتذرت أنني لو كنت أعرف أنه يقصدها ما كتبت اسمها. ولكن الخلاف كان شديدا بين بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل فهم جميعا يتنافسون على عبد الحليم حافظ. يريدون أن ينفردوا بصوته لألحانهم!