شكراً.. بكل صدق

TT

جاء الإسرائيليون إلى فلسطين أوائل القرن الماضي، وهم يعلنون، كما قالت غولدا مائير غير مرة، أنهم يستحقون فلسطين أكثر منا. فهم شعب متقدم، مخلص، تقي، نقي ونحن مجموعة جهلة وفاسدين وفاسقين. وعاش «الرواد» في «الكيبوتز» والخيام، وكانت غولدا مائير تستقبل زعماء العالم في شقة من غرفتين. وكان راتبها يوم استقبلت الصحافية الإيطالية الشهيرة أوريانا فالاتشي 400 دولار في الشهر، فيما «كان البعض من الزعماء العرب يغرقون في بذخهم وملذاتهم». وأرغم إسحق رابين على الاستقالة بعدما اكتشف أن زوجته فتحت حساباً خاصاً في نيويورك بعشرة آلاف دولار بعيداً عن الضرائب.

تلك كانت الصورة التي طرحتها إسرائيل على العالم، والآن تسلم وزارة الخارجية إلى مهاجر روسي، تدور حوله ألف تهمة فساد. وتحقق الشرطة الإسرائيلية كل يوم في سوابقه. ولم يجد بنيامين نتانياهو وزير خارجية يعرضه على أهل السلام في العالم وبين العرب سوى حارس ملهى ومهاجر روسي. والذين ينتقدون أو يهاجمون أفيغدور ليبرمان أناس بسطاء, وأحياناً بلا أي وعي سياسي. المسألة ليست هذا المهرج الروسي بل المؤسسة الإسرائيلية برمتها. هذه مؤسسة اقترعت مرة أخرى لبنيامين نتانياهو، وبنيامين نتانياهو كافأها وكافأ وجود إسرائيل ومعركتها مع الفلسطينيين والعرب بأن جعل وزير خارجيته رجلا سفيهاً فاجراً، لا أعرف مَن من وزراء خارجية العالم سوف يقبل باستقباله والجلوس معه.

كانت إسرائيل تهزمنا أمام العالم عندما تقدم رجالا مثل أبا إيبان. وعندما كان يخطب أمام الأمم المتحدة كنا نشعر جميعاً بالخوف: لغة إنكليزية شكسبيرية، ولغة عربية بدون لكنة، وتاريخ محسوب لدى شعبه. ثم ذات يوم أطل علينا بنيامين نتانياهو قادماً من بروكلين وثقافتها وفظاظتها. وشعرنا بارتياح شديد. وكلما تولى هذا الرجل في إسرائيل شعرنا أن الإنصاف قريب. شكراً لك على ليبرمان. إنه لا يشبه أحدا سواك.