المرأة التي تحمل الرقم 11

TT

جاءت نورة الفايز، نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات في السعودية في المرتبة 11 ضمن قائمة الـ100 الأكثر نفوذا في العالم، سابقة بذلك رؤساء دول بارزين أمثال: أوباما، وساركوزي. ومبررات اختيارها لهذه المرتبة المتقدمة معروفة، فهي أول امرأة سعودية تحتل هذا المركز الرفيع في بلد أحاطت صورة المرأة فيه بعض الضبابية في عيون الكثيرين حول العالم، فضلا عن كونها غدت المسؤولة عن تعليم نصف المجتمع، الذي تمثل قضاياه محور الجدل، والنقاش، والحوار بين مختلف التوجهات الفكرية.

وهذه الأولوية التاريخية تفرض على نورة الفايز مستويات متعددة من المسؤولية تتجاوز كونها نائبة وزير التربية والتعليم إلى اعتبارها تمثل طليعة المجتمع النسائي السعودي في العمل القيادي الحكومي، وعلى نجاحها، أو فشلها تترتب أشياء كثيرة لا تقتصر عليها وحدها، بل تمتد إلى المرأة السعودية بصورة عامة، فالذين يتحفظون على عمل المرأة يعدون عليها سكناتها وحركاتها، وقد ينتظر البعض إخفاق التجربة لوأد مشروع حضور المرأة في العمل القيادي، والذين يتحمسون للمرأة يحملونها مسؤولية تقديم النموذج الكامل لدعم مسيرة المرأة المستقبلية، وتوسيع دائرة الحضور النسائي في المستويات الوظيفية العليا.

أعرف سلفا أن نورة الفايز لا يفترض أن تمثل غير ذاتها نجاحا أو العكس، فتجربة المرأة في العمل القيادي ـ على المستوى العالمي ـ لا تحتاج إلى إعادة اكتشاف، ولكنها في مجتمع كمجتمعنا، وفي سياق الظرف التاريخي، قد يصبح أداء نورة الفايز معيارا للتعميم سلبا، أو إيجابا، ومن هذا المنظور ربما استحقت احتلال المرتبة 11 ضمن قائمة الـ100 الأكثر نفوذا في العالم، فلنجاحها القدر الأكبر من الأهمية على طموحات المرأة السعودية المستقبلية، والعكس.

ومجلة «التايم» الأميركية، وهي تختار الفايز ضمن قائمة الـ100 الأكثر نفوذا حول العالم لا بد أنها وضعت كل ذلك في اعتبارها، ومن هنا منحتها ذلك القدر من الأهمية، سابقة في مرتبتها عددا من السياسيين، ورؤساء الدول، وكبار أصحاب النفوذ العالميين، وهي مرتبة تستحقها الفايز لكل ما يتسم به دورها من تحديات، وما يترتب عليه من نتائج.

ولنورة الفايز أمنيات بالتوفيق.

[email protected]