هل ينقذ جنبلاط نصر الله؟

TT

ورطة حسن نصر الله أكبر من أن ينقذها وليد بيك. حزب الله فقد صوابه، وأضحى يسدد لنفسه الضربة تلو الأخرى، وزاد الأمر سوءا بعد تقرير «دير شبيغل» عن تورط حزب الله في مقتل الحريري.

بن نصر الله الذي أعلن مؤخرا أنه لن يلقي خطابات جديدة، عاد وألقى خطابا أول من أمس، كان بمثابة الدليل على ورطة الحزب، حيث تلحف بن نصر الله كثيرا بإيران، ومرشدها، معلنا أن «خامنئي لن يبخل على لبنان أبدا»، وهذا إعلان لسر كان مفضوحا، وهو تبعية الحزب لإيران، مثلما هو اعتراف للبنانيين بأنه في حال فوز الحزب وأعوانه بالانتخابات، فإن ذلك يعني انتهاء علاقة لبنان بالمجتمع الدولي. فنصر الله حاول طمأنة اللبنانيين بأن إيران ستكون الداعم لهم، ولذلك قال إنه سيدلهم في حال فوزه إلى من سيساعدهم في تسليح الجيش، وبالتأكيد أنه يقصد إيران. فهل يمكن الآن القول بأن تصريحات جنبلاط، على خلفية تقرير «دير شبيغل» ستنقذ بن نصر الله؟

الإجابة لا! فتصريحات جنبلاط كانت لإنقاذ لبنان، والانتخابات المصيرية، ولذا فإن تدخله ما هو إلا تأجيل لأمر قادم لا محالة، حين يقرر اللبنانيون، ما إذا كانوا يريدون مبايعة المرشد الإيراني، أو اختيار لبنان مستقر بعيدا عن طهران.

ورطة نصر الله تتحدث عن نفسها، فهو يسجل لوليد بيك شجاعته اليوم، بينما وصفه في مايو 2008 بـ«لص، وقاتل، وكذاب»، وهذا ليس التناقض الأول. فعندما ورط حزب الله لبنان بحرب 2006 التي راح ضحيتها 1200 لبناني، اتهم نصر الله منتقديه بأنهم حلفاء لإسرائيل، ثم عاد لاحقا ليقول «لو علمت بحجم الرد الإسرائيلي لما اختطفت الجنديين». ورغم إعلانه النصر فقد أعيد إلى خلف نهر الليطاني، وعليه الآن أن يجتاز القوات الدولية ليعبر لمواجهة إسرائيل!

والتناقضات، والورطة لا تقف هنا. فبعد وصف بن نصر الله احتلال وسط بيروت السني، بـ«اليوم المجيد»، بحجة تصديه لفتنة خطط لها القابعون بمجلس الوزراء، عاد ليقول إن السابع من أيار مأساة! فأي تخبط أكثر من هذا، خصوصا أن نصر الله يقول إنه قادر على حكم مائة بلد مثل لبنان.

الواقع يقول إن حزب الله فيل في غرفة، وورطته كبيرة، ولذا هرع نجاد لدعمه، وما زال أمام الحزب استحقاق ملف خلاياه النائمة بمصر، وهناك سيف محكمة الحريري، وفي حال اتهام حزب الله رسميا فتلك ضربة دولية وداخلية.

وفي حال خسر الحزب الانتخابات فسيكون قد انكشف داخليا، وفوزه يعني عزلة دولية، ولذا لوح نصر الله باستعانته بالمرشد الإيراني. وعدا كل ذلك ففي حال انطلاق عجلة السلام وانخراط السوريين فيها فسيختنق حزب الله جغرافياً، وسياسياً.

أما إذا وقعت مواجهة مسلحة مع إيران فحينها سيجد حزب الله نفسه في موقف لا يحسد عليه، فكيف سيقنع نصر الله اللبنانيين حينها بأنه على لبنان أن يفزع لمساعدة طهران؟

فهل ما زال بمقدور وليد بيك إنقاذ نصر الله؟ إنه أمر صعب، بل ومستحيل.

[email protected]