نجاد .. لله دره!

TT

نعم لله در الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حيث تدخل في لبنان فقسمه إلى فرق، ووضع يده على العراق، وإلى الآن يئن العراقيون بحثاً عن المصالحة مع أنفسهم، وادعى مساعدة القضية الفلسطينية، فقسّم شعباً تحت الاحتلال، والأمر نفسه صنعه في الخليج، واليمن.

اليوم جاء الدور على إيران، حيث انقسم الإيرانيون على أنفسهم بحدة، والسبب أيضاً نجاد والسياسات التي يمثلها، حيث جاء الإعلان عن فوزه في الانتخابات بمثابة قاصمة الظهر، ودليل على خطورة المشروع الإيراني برمته.

الطريف في إعلان نتائج الانتخابات التي يشكك الإيرانيون فيها، أنه جاء من وزارة الداخلية، التي أدين وزيرها السابق بحمل شهادة دكتوراه مزورة، من جامعة بريطانية.

والملاحظ في الانتخابات، عموماً، أنه عندما تكون نسبة الإقبال على التصويت عالية فذلك يعني أمرين: رغبة في التغيير، أو تعبيراً عن الغضب. ونتائج الانتخابات الإيرانية تعني أن رغبة الشعب سلبت، وغضب الشارع في استمرار.

ولذلك تحرك المرشد الأعلى مطالباً المرشحين وجماهيرهم، بقبول النتيجة، وتأهب الحرس الثوري خشية اندلاع أعمال شغب، وتم إلغاء بعض الامتحانات الجامعية، خوفاً من الغاضبين على تزوير النتائج.

وعليه فإن ما يحدث في إيران يعد مؤشراً على انقسام بين الإيرانيين، وفشلا للسياسات التي يمثلها نجاد وجعلت الإيرانيين أنفسهم في غضب وصدمة، وهنا لا نعلم ما هو موقف العرب الذين يعتبرون إيرانيين أكثر من الإيرانيين أنفسهم. وقبل أن يخرجوا علينا لتسويق بضاعتهم التي لا تبور، وهي التبريرات، فإن الطعن بالنتائج، والغضب العارم ليس من الخارج، بل من الداخل، ومن الإيرانيين أنفسهم، ومهم أن يتذكر هؤلاء أن على من يرتضي الانتخابات أن لا يزور، ولا يرهب الناس.

من هنا فإن انعكاسات فوز نجاد بفترة ولاية ثانية، وبهذه الطريقة، ووسط هذا التشكيك الشعبي ستكون كبيرة على إيران، وعلى مستقبل المنطقة، حيث بات واضحاً للغرب، وللأميركيين تحديداً، أن سياسات نجاد لا تحظى بإجماع إيراني مساند. ويبدو أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة قد تحولت إلى عاصفة رملية في إيران، وذلك على عكس ما اعتقده الرئيس الأميركي أوباما حين صرح قائلا إنه يرى تغييراً قادماً من طهران.

ومن شأن ذلك أن يقود إلى تشدد دولي تجاه إيران في كافة الملفات العالقة، وأبرزها الملف النووي، على اعتبار أن النظام الذي لم يتوان عن التلاعب بالنتائج الانتخابية، واحترام رغبة الناخبين، لن يكون قادراً على احترام المواثيق الدولية. وبالتالي فإن التفاوض مع إيران سيحمل طابعاً متشدداً، وسيراعي دوما أن النظام لا يحظى بشعبية داخلية، مما سيفاقم الأمور كثيراً، خصوصاً أن المهلة المحددة لإيران من واشنطن هي إلى نهاية هذا العام.

وكما أسلفنا قسّم نجاد، والسياسات التي يمثلها، المنطقة برمتها، واليوم يقسّم إيران، وهذا يعني أن الاحتمالات السيئة قد عادت، من عقوبات وحروب، والأهم من كل ذلك أن انتخاب نجاد بهذه الطريقة يكون قد أضر بإيران، داخلياً وخارجياً.

[email protected]