صحيح لماذا أرسل سيدنا نوح الغراب ليعرف إن كانت الأرض قريبة؟ فإذا ذهب الغراب ولم يعد. فمعني ذلك أنه أوى إلى شجرة. فالأرض قريبة. ولكن الغراب ذهب مرة ثم مرة أخرى وعاد في منقاره غصن. إذن فالأرض قريبة. والأرض لم تكُن إلا جبل «جودي» الموجود في تركيا ويسمونه جبل أرارات ويسمونه جبل جودي أيضا.
ولكن لماذا الغراب؟
يقال في التفسير اليهودي إن الطيور التي حملها نوح كانت من كلٍّ زوجين اثنين. وحرم عليها أن تتزاوج.. إلا الغراب. فقد عصى ربه وتزوج فكان على السفينة أكثر من غراب. ولذلك أرسل نوح الغراب دون خوف على فصيلة الغراب أن تنقرض. يعني إذا ذهب ولم يعد فهناك غربان أخرى..
ثم إن اليهود القدامى كانوا يتفاءلون بالغراب ولا يضيقون بنعيب الغراب.. بل إنهم إذا أرادوا أن يعرفوا المستقبل نظروا إلى جماعة الغربان وهى تطير معا ذهابا وإيابا ومن تشكيلها يعرفون الأحداث.. مستقبل الأحداث أو الأشخاص. وخاصة عند الغروب وعند الشروق، ولذلك فاختاره نوح ليعرف نهاية الطوفان وأن يهبط هو وأهله وما معه من حيوانات وأشجار وبذور..
ويقال في تفسير ذلك إن نوحا كان يجلس حزينا بعد أن هجره ابنه أملا في الهرب إلى جبل يعصمه من الماء حتى بعد أن قال له أبوه: لا عاصم اليوم من أمر ربي. فقال إنه سمع غرابا يكلم صغاره قائلا: هذا نبي وابنه قد عصاه.. إننا معشر الغربان لا نفعل ذلك..
ويقال إن نوحا أعجبه ذلك. فطلب إلى غراب صغير أن يقوم بالمهمة. فعصى الغراب الأب وقال: لن أموت إلا من أجل أن يعيش ابنى ـ والله اعلم!