ماذا لو طلع باراك أوباما «بركة أبو عمامة»؟!

TT

لم يخمد بعد الشد والجذب بين الكينيين والسودانيين حول أصول أوباما، وهل هي سودانية أم كينية خالصة، حتى أتانا رئيس حزب عربي ليخبرنا أن الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما مسلم ابن مسلم، واسمه الحقيقي بركة حسين أبو عمامة، فالكينيون خارج دائرة الجدل يشيرون إلى أن أسرة أوباما ـ أو أبو عمامة ـ بينهم يسرحون، ويمرحون، ويسكنون، ويرعون، والسودانيون مضوا في يقينهم إلى حد الاحتفال، فأقاموا الأفراح والليالي الملاح في الشرق والغرب، والجنوب والشمال، فجذور الرجل السودانية تسبق جذوره الكينية، وأصول أجداده تعود إلى قبيلة «ليو» التي سكنت منطقة النيل في جنوب البلاد قبل هجرتها إلى كينيا، ولم يخيّب يقينهم الرئيس، حيث أقر واعترف ـ في كتابه ـ طائعا مختارا بأن أجداده جاءوا إلى كينيا من السودان، ولم يعد لأحد الحق في منازعة السودانيين، أو التشكيك في روايتهم، لكن القضية التي بقيت دون إثبات قضية «بركة أبو عمامة» التي أكدها ـ بحسب «العرب أون لاين» ـ ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري المصري، وأحد المرشحين الخاسرين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت عام 2005، من أن الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما مسلم ابن مسلم، واسمه الحقيقي بركة حسين أبو عمامة، وأن أمه بعد انفصالها عن أبيه حرفت اسمه، وحولت أبو عمامة إلى أوباما!

ويبدو أن ثمة ارتباطا وثيقا بين أوباما والعمامة، فخصومه إبان الحملة الانتخابية تركوا كل شيء وتشبثوا بالعمامة، واعتبروا الصورة التي التقطت له في كينيا، وهو يعتمر العمامة، دليلا دامغا على إسلامه، وبالتالي التشكيك في مسيحيته التي يعلنها.

الحقيقة أن أوباما غدا حاله كحال المتنبي الذي ينام ملء جفونه عن شواردها، ويسهر الخلق جراها ويختصم، فالرجل يقر ويعترف بمسيحيته، لكن البعض منّا يصر على أنه مسلم ابن مسلم، وكان حريا بهذا البعض أن يتركوا أمر الخلق للخالق، وسواء أكان أوباما أبو عمامة، أو أبو طربوش، أو أبو «كاب»، فإن الأميركيين وحدهم قد ذهبوا بالفخر به، فهو صناعة أميركية «made in USA»، وبدلا من الجدل حول أصول أوباما دعونا نواجه أنفسنا بالسؤال: «هل مشاتل بيئاتنا الاجتماعية قادرة على إنتاج أوباما؟».