غسَّال سيارات بنسبة 99% في الثانوية!

TT

في كل عام تثار بعض الإشكاليات المتصلة بقبول خريجي الثانوية في الجامعات السعودية، وتنشأ هذه الإشكاليات من عدم معرفة الطلاب بمعايير القبول في الجامعات، ويؤكد ذلك الخبر الذي أوردته صحيفة «عكاظ» عدد الأحد الماضي بعنوان «99% ثانوية.. يرفض العلوم الطبية ويغسل السيارات». ويروي الخبر حكاية طالب متخرج في الثانوية العامة بنسبة تجاوزت 99%، ولم يجد له قبولا إلا في كلية العلوم الطبية، وهي الكلية التي اعتبرها الطالب لا تتناسب مع نسبة نجاحه وطموحه، فلجأ إلى مهنة غسل السيارات لكسب لقمة عيشه، وسواء أكان لجوؤه إلى هذه المهنة احتجاجا أم اضطرارا فإنه قد نجح في كسب تعاطف كل من قرأ الخبر، ورأى صورة الشاب المتفوق، وهو يؤدي عمله الشريف في حيوية ونشاط.

والحقيقة أنه لا سبيل للخروج من الإشكاليات المتصلة بقبول خريجي الثانوية في الكليات والجامعات السعودية إلا بإعلان كل كلية وجامعة معايير القبول فيها ونشرها إعلاميا، وأن تكون ثمة مكاتب إرشاد أكاديمي يلجأ إليها الطالب للاحتجاج على عدم قبوله أو عدم تحقيق اختياره، لكي يدرك كل طالب الأسباب التي أدت إلى عدم قبوله أو عدم تحقيق اختياراته التخصصية، فالطالب شديد الحساسية لكل ما يتصل بمستقبله واختياراته، ومن حقه أن يتعرف على المعايير التي حددت مصيره، وفي ذلك درء لسوء الظن، ولجم للشائعات التي تروج بين الطلاب أحيانا، رغم يقيني بأن كل جامعة تعنيها إلى حد كبير مصداقيتها، وموضوعيتها في تطبيق معايير القبول على المتقدمين للالتحاق بها.

ويستوقفني رجاء الطالب المتفوق، إذ قال: «كلي أمل أن أجد من ينصفني أخيرا، بدلا من سطلي الذي أملأه ماء قبل أن أباشر غسل سيارات زبائني الذين لا يعلمون حتما بأن من يغسلها حائز نسبة متقدمة في الثانوية العامة»، وأنا أعتقد أن إنصاف الطالب يكمن في مقابلته من قبل الجامعة، وإعادة توجيه تخصصه، أو توضيح الأسباب الموضوعية في عدم تحقيق رغباته الدراسية، وهو الحاصل على نسبة تفوق 99% في اختبار الشهادة الثانوية، إذ يبدو أن في الأمر شيئا نجهله ويجهله الطالب، ومع هذا قد يكون للجامعة شيء من العذر ونحن نلوم.

[email protected]