المناسبات الدينية.. والتعريف بالإسلام في الغرب

TT

التعريف بالإسلام وبخاصة في الغرب من القضايا المهمة في العصر الحالي، وتعد المناسبات الدينية ـ كشهر رمضان والعيدين وموسم الحج ـ فرصة عظيمة ليس فقط لأداء الشعائر الدينية، بل أيضا للتعريف بالإسلام في الغرب وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، ومعالجة بعض المفاهيم الخاطئة حول بعض القضايا والمفاهيم الإسلامية المهمة التي تثار في الغرب من فترة لأخرى.

فعلى سبيل المثال يمكن استغلال مناسبة شهر رمضان المبارك للتواصل الفعال مع وسائل الإعلام الغربية والمؤسسات البحثية والفكرية للتعريف بالإسلام ورموزه ومعالجة ومواجهة الإساءة للإسلام والمسلمين في الغرب. فيمكن مثلا إعداد ملاحق أو صفحات إسلامية أسبوعية خاصة بهذا الشهر الكريم ونشرها في كبرى صحف الغرب لتعريف غير المسلمين بهذا الشهر المهم لدى المسلمين ومعنى الصيام وأهميته في الإسلام وأحكامه وفوائده والحلال والحرام فيه والمظاهر الدينية للاحتفال به، وكيفية بدء شهر الصوم حسب التقويم الهجري الذي يعتمد على رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر القمري، مع عرض ملامح من حياة وأنشطة وقضايا الجاليات الإسلامية في رمضان، وكذلك نماذج مشرفة للمسلمين في الغرب، وضرورة مراعاة واحترام مشاعر المسلمين خلال هذا الشهر، مع استغلال هذه المناسبة لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين والمفاهيم الخاطئة حول بعض القضايا والمظاهر الإسلامية مثل ارتداء الحجاب، كما يمكن استغلال حفلات الإفطار الجماعي في المساجد والمراكز الإسلامية والجامعات والمطاعم والفنادق في الغرب في التعريف بمبادئ الإسلام السمحة، والمعنى العميق لصيام شهر رمضان. وذلك من خلال دعوة غير المسلمين لصوم بعض أيام هذا الشهر والترحيب بهم لتناول وجبات إفطار بحضور المسلمين وإقامة فعاليات دينية مشتركة بين الأديان لتعزيز السلام والتفاهم، مع إبراز خصائص وميزات شهر رمضان، وحقوق المسلمين وأبنائهم في الغرب في المناسبات الدينية، كالسماح لهم بالحصول على إجازات في عيدي الفطر والأضحى.

خلاصة القول إن التعريف بالإسلام وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين وبخاصة في الغرب واستغلال كافة المناسبات الدينية، أصبح من المهام العاجلة المطروحة على المسلمين والغرب في آن واحد، فمن شأن هذا أن يوثق العلاقات والصلات الاجتماعية والثقة المتبادلة بين المسلمين وغير المسلمين ويزيل أجواء الكراهية والتعصب التي قد تنبع بسبب عدم المعرفة الكافية لغير المسلمين بمبادئ الإسلام، مع ضرورة تنسيق الجهود بين وسائل الإعلام ومؤسسات الفكر والبحث العربية والغربية لإيجاد الوسائل المعينة للتفاعل الإيجابي والفعال في سبيل خدمة الإسلام والدفاع عنه والتعريف بمبادئه وقيمه السمحة وحاجة البشرية إليها.