الجمال أقوى من المال والعرش!

TT

عند الإغريق أسطورة.. بنات في إحدى الجزر لهن صوت جميل من يسمعه لا يقاومه، وإنما يجد نفسه مأخوذا إلى حيث البنات في هذه الجزيرة. وعند الإغريق أن أحدا لم يستطع أن يقترب من هذه الجزيرة دون أن يقع ضحية لجمال الصوت والألحان. وكان من عادة البحارة إذا مروا بالقرب من هذه الجزر أن يربطوا أنفسهم بالحبال حتى لا تجذبهم البنات الساحرات.

وعند العرب أن المسيخ الدجال يعيش في جزيرة جاوة الإندونيسية. ومن هذه الجزيرة تنطلق أصوات ساحرة تجذب الناس إلى هذا القدر المحتوم أو الموت المؤكد..

ويبدو أن هذه الجزيرة لم تعد بعيدة.. وإنما نحن نمر بها كل يوم ليلا ونهارا صغارا وكبارا.. بل إن الكبار يصيرون صغارا أمام فتنة هذه الجزيرة..

وليست جزيرة بل ثلاث جزر: المال والجمال والسلطة. ويحاول الناس أن يربطوا أنفسهم بالسلاسل، ولكنهم يتساقطون أمامها لأن السلاسل لا تقوى على المقاومة. فإن كان لدينا المال جذبنا الجنس.. وإن كانت لدينا السلطة جذبنا المال والجنس..

وفى تاريخ البشرية روايات وحكايات لضحايا هذه الجزر الساحرة: الرئيس الفرنسي ميتران ورئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني والرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم والرئيس الأمريكي كلينتون والفنان الإسباني بيكاسو.. وكل الشعراء والفنانين ـ أي أكثر الناس حساسية..

وملايين غيرهم كانوا ضحايا الجنس والمال والسلطة..

وكانوا يذهبون إلى جزر العازفات أو المغنيات. أما الآن فهذه الجزر حولنا ساقين ونهدين وشفتين.. أشكالا وألوانا. فإذا استسلمنا للجنس فإنه يمسح بنا الأرض.. ويسقطنا من كرامتنا. والمال أقوى وأسوأ وكذلك السلطة. ولكن الجمال لم تنفع معه الحبال والأسلاك والفرامل والقيم الأخلاقية والدينية. وقبل وأثناء وبعد كل ذلك شعور باللذة والامتنان مهما كان الثمن فادحا..