صفات ضرورية للرئيس!

TT

في كتاب رئيس وزراء بريطانيا هارولد ويلسون الذي عنوانه «رئاسة الوزارة» قال إن رئيس الوزراء يجب أن يتصف بثلاث صفات: قوة الذاكرة والحس التاريخي وأن ينام بعمق..

وقد وجدت هذه الصفات في الرئيس السادات. وعلى خلاف الرئيس عبد الناصر كان يجلس في مكتبه وأمامه أكثر من تليفون وأكثر من راديو، ينام ويصحو على الأخبار من هنا وهناك. وكان السادات يجلس بعيدا عن مكتبه تحت الشجرة. ويحب أن يجلس وحده كثيرا..

وفى إحدى المرات وهو يملي مذاكراته وكان مستغرقا تماما، وبعد 14 ساعة متواصلة، توقف لحظة وقال: حسن إبراهيم صاحبك. اسأله عن واقعة: كنا في العريش قبل إعلان الثورة بثلاثة أيام. فانتحى بجمال سالم جانبا وراح يكلمه. لا أعرف ما الذي قاله له في مطار العريش. اسأله..

وسألت حسن إبراهيم نائب رئيس الجمهورية. فقال إنه لا يذكر هذه الواقعة. فقلت للرئيس فطلب منى أن أعيد السؤال عليه مرة أخرى. ولكن حسن إبراهيم لا يذكر شيئا. فقال السادات: غريبة.

وقلت لحسن إبراهيم: إن السادات يقول غريبة. فقال: غريبة إنه يذكر ولا غريبة إني لا أذكر؟..

وطلب منى السادات أن أعيد السؤال عليه. فقال لي إنه سأل زوجته فنفت تماما أنه حدثها في شيء من هذا.

فعدت للرئيس فقال: عجيبة.. اسأله مرة أخرى. وسألته فقال: يا أخي قل له إنني كنت أنصح جمال سالم ألا يفوته فيلم «غراميات كارمن» بطولة ريتا هوارت المعروض في سينما ستراند.

وفرحت بهذه النتيجة. ولكن السادات توقف عن الكلام لحظة وقال: لا لا. فيلم «غراميات كارمن» لم يكن في سينما ستراند. وإنما كان في سينما الجزيرة. أما سينما ستراند فكانت تعرض فيلم «يوم في حياتي».

وتساقط حسن إبراهيم من الضحك وقال: أريحك. قل للسادات إنني كنت أقول لجمال سالم: يا ابن.. ها ها.

ولم يضحك السادات. وإنما سكت قليلا ثم قال: حاول لآخر مرة!

ولم أحاول.. وسكت الرئيس السادات. الذي كانت عنده ذاكرة مغناطيسية. وقال حسن إبراهيم إنه حاول أن يتذكر يوم زواجه فقال له السادات: يوم كذا وكان يوم اثنين. ليه بقى.. لأنه صادف يوم كذا وكذا..

عجيبة!