4 زوجات حوامل

TT

دخل شاب إلى محل للرهونات في لندن، فرهن آلة تصوير ثمينة، وبعد أن أخذ المبلغ اتجه إلى قسم آخر في المحل واشترى (دبلة) زواج، وفي اليوم التالي عاد الشاب مع عروسته، فرهن دبلة الزواج واسترد كاميرا التصوير، وغادر المحل ليصور عروسته في الخارج وهي ترتدي ثوب زفافها، وبعد ساعتين عاد العروسان مرة أخرى، فرهنا كاميرا التصوير وثوب الزفاف، ثم انطلقا لقضاء شهر العسل.

كل هذا لطيف وحلو، ويستحق الشاب أن أثني على ألمعيته، ولكن السؤال المعلق بلساني يقول: كيف سيسدد ذلك الشاب قيمة الرهونات المترتبة عليه، بعد أن يعود من شهر العسل؟! هذا إلا إذا رهن عروسته في المحل مقابل أن يسترد رهوناته.

ولا أعتقد أن ذلك الشاب سوف يفعل ذلك، لأنه على ما يبدو لي متعلق بعروسته، وهو يختلف تماما عن ذلك الشاب السعودي الذي أوردت خبره صحيفة (المدينة)، عندما خطب إحدى الفتيات وكانت جميلة وغنية ومتعلمة، ووافق أهلها وحددوا موعد الزفاف ووزعوا بطاقات الدعوة واستأجروا صالة الفرح، وقبل الموعد بثلاثة أيام اتصلت الخطيبة بخطيبها تلفونيا تطلب منه طلبا بسيطا وهو أن يمتنع نهائيا عن شرب (الشيشة) ـ أي النارجيلة ـ، وحيث أن العريس من محترفي تدخين الشيشة ولا يرضى لها بديلا فقد رفض طلبها.. ومنه كلمة ومنها كلمة، اشتد الجدل بينهما وتحول إلى خصام وصراخ وشتائم.

وقبل أن يغلق السماعة في وجهها قال لها: إن الشيشة هي عندي أغلى منك ومن اللي خلفوك، وفشلت جميع محاولات التوفيق بينهما التي قام بها أقاربهما.

وما أكثر الأشخاص الذين أشاهدهم، وترى الواحد منهم وهو يحتضن شيشته وكأنه يحتضن حبيبته، ودخانها يخرج من جميع مناسمه.

وللأسف أن الدنيا في بعض الأحيان غير عادلة، فبعضهم تقدم له العروسة المثالية على طبق من ذهب ويرفضها، وبعضهم يبحث عن (نتفة) عروسة حتى لو بين قطط الشوارع الضالة ولا يجدها، مثل الشاعر المصري الصعلوك المبدع (عبد الحميد الديب) الذي كان شقيا جدا ومتعسرا في حياته إلى أبعد الحدود، لدرجة أنه عاش حياته مشردا على الأرصفة والطرقات.. ولما ابتسم له الحظ ذات مرة، ووجدوا له فتاة تقبل بالزواج منه، وفي ليلة العرس ارتدى بدلة جديدة، وقام كثير من الأدباء والشعراء والكتاب بمساعدته والوقوف بجواره.. وبينما هو في طريقه إلى مكان الفرح والعرس، صدمته سيارة مجهولة، فتم نقله إلى المستشفى على الفور، ومكث بعدها عدة أيام ثم وافته المنية، (ويا فرحة ما تمت).

أما البعض من الناس فهوايته جمع الزوجات مثلما كانت هوايتي في يوم من الأيام جمع الطوابع، وقد شاهدت أحدهم يوما في أحد المجالس وهو يشكو من قرحة حادة، وسألت من كان يجلس بجانبي عن السبب، فهمس بأذني قائلا: إن السبب، بعيد عنك، أنه عرف قبل أسبوع أن زوجاته الأربع كلهن حوامل دفعة واحدة وفي شهر واحد، فأصابه ما أصابه.