كالبحث عن الكأس المقدسة!

TT

الجينوم: هو المادة الوراثية عند كل إنسان. وقد عرفه د. أحمد مستجير، بأنه مجمل المادة الوراثية التي يحملها الحيوان المنوي أو البويضة (البيضة) الموجودة في نواة كل خلية من خلايا الجسم.

وقد قال أحد العلماء، إن الجينوم هو (الكأس المقدسة) التي يعتقد المسيحيون أنها التي شرب منها السيد المسيح في يوم العشاء الأخير. وهم لا يزالون يبحثون عنها. وأحيانا يقولون إنهم وجدوها وأحيانا يرون أنها شبهت لهم. ولكن البيولوجيين سوف يتوارثون البحث عنها. فما تزال الخلية ومكوناتها سرا. وكلما اهتدى الإنسان إلى شيء وأسعده ذلك، اكتشف أن هناك أسرارا أخرى لا يعرفها. ولكنه في نفس الوقت لا يعرف اليأس.

يقول د. محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، في كتابه القيم «المادة الوراثية: الجينوم»: إننا لا نؤمن بما آمن به العالم الكبير دارون، من أن الإنسان جاء نتيجة تطور الأنواع.. وإنما خلق الله الإنسان مستقلا عن سائر الأجناس..

القرآن الكريم يقول: «إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين».. وقال تعالى: «الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون».

وقال إن الجسم الإنساني يحتوي على تريليون خلية. والخلايا مختلفة في تركيبها ووظائفها. والخلايا ليس لها عمر واحد. فالحيوان المنوي لا يعيش إلا شهورا معدودات.. بينما خلايا المرأة تعيش في مبيض المرأة خمسين عاما..

ومن قبل خمسين عاما قال العالم الكبير اينشتين: إن الذي نعرفه قليل جدا. وأنا شخصيا أرى نسبة الذي أعرفه إلى الذي لا أعرفه: مثل طابع بريد قد الصقوه فوق مسلة فرعونية. فالكون لغز كبير جدا!

والخلية، وهى أصغر مكونات الجسم الإنساني، هي أعظم سر من أسرار الحياة. كيف تكون وكيف تمضي وكيف تتطور ونحن نلاحقها ولا ندري طول هذا السباق الأبدي!