هذا الكتاب!

TT

كان من أمنياتي أن نعيد طبع موسوعة المرحوم سليم حسن.. وطالبت سنة وراء سنة. واستجاب الرجل المستنير المرحوم د. سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب وأعاد طبعها. أسعدني ذلك. وكتبت أزفّ للمصريين صغارا وكبارا أن تاريخ مصر القديم أصبح في متناول كل مثقف وذهبت في أمنياتي إلى أبعد من ذلك. وأعلنت في أكثر من جلسة في المجلس الأعلى للثقافة سنة وراء سنة أن يقوم أحد باختصار موسوعة سليم حسن 15 مجلدا في مجلد أو مجلدين وذلك بحذف النصوص الطويلة جدا التي أرهقت سليم حسن.. ورغم أهميتها، ولكن أن تكون الموسوعة مختصرة تستطيع قراءتها في أيام لا يقل عنها أهمية. وقلت. وكتبت. وقلت كثيرا وطويلا في الإذاعة والتليفزيون. ثم كانت المفاجأة. صوت اتصل بي تليفونيا وقال إنه على استعداد لأن يقوم بهذه المهمة.. فوعدته بأنني سوف أساعده على النشر وحدثت صديقي الحاج مدبولي فوافق فورا. يرحم الله الحاج مدبولي فقد كان ناشرا عصاميا شجاعا لم تُخِفْه الكتب مهما كانت طويلة أو قديمة أو جديدة. المهم عنده أن ينشرها..

وكان صاحب الصوت هو الأستاذ وائل فكري الذي لم أرَه حتى الآن. والمفاجأة الثانية أنه فرغ من اختصار موسوعة سليم حسن في جزأين. الجزء الثاني يضم النصوص التي ترجمها سليم حسن من الهيروغليفية والألمانية والإنجليزية والفرنسية..

فشكرا لصديقي الحاج مدبولي الذي تولي طبعها. فجاءت أنيقة ونشرها في مصر والعالم العربي. أسكنه الله الجنة لقاء ما قدم للثقافة والأدب والفكر والسياسة والتاريخ.

وهنيئا للمثقف المصري والعربي الذي يستطيع اليوم أن يقرأ تاريخنا الذي أبدع في عرضه عالِمنا الجليل سليم حسن بالعرَق والمرض والسهر ومصارعة الحاقدين عليه، وعلى كل صاحب موهبة..