أصدقائي في كل لغة!

TT

لا أزهق من قراءتهم. لا أطلب الصحة ولا أبحث عن حل لمشاكلي. ولكن أريد أن أتعجب وأتعلم. وأجد لذة دائمة.

ففي الأدب الفرنسي أقرأ الآن للأديب وللفيلسوف سارتر. وفي الأدب الإنجليزي أقرأ لاثنين من الفلاسفة هما ميل ورسل.. وفي الفلسفة الألمانية أقرأ لشوبنهور ونيتشه، وفي الفلسفة الإسبانية أقرأ لأونامونو وأي جاست. وفي الأدب الروسي أقرأ دستوفيسكي. وفي الأدب الإيطالي أقرأ للفيلسوف كروتشه وللأديب مورافيا. وفي الأدب اليوناني أقرأ لأفلاطون وكازانتزاكس. وفي الأدب الإسرائيلي أقرأ للفيلسوف مارتن بوير. وفي الأدب البلغاري أجد متعة في قراءة إلياس كانتي. وفي الأدب الأمريكي أقرأ ول ديورانت وخصوصا موسوعة قصة الحضارة وقصة الفلسفة ومباهج الفلسفة..

وفي أدبنا العربي القديم أقرأ لأبي حيان التوحيدي. أجد فيه الكثير من المتعة والدهشة. والمتعة في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) والدهشة للمعلومات والأخبار الغزيرة في كتابه (البصائر والذخائر) وأشعر بالتعاطف مع أبي حيان التوحيدي.. وأرى الظلم الواقع على الأديب والفيلسوف واللامنتمي. والذي لا يريد أن ينتمي. ونحن لا نعرف الكثير عنه. ولكن نعرف الكثير مما أبدعه وحرنا معه. فالرجل بلا عمل ولا يريد أن يعمل. وكان يتكسب من مهنة النسخ. والذي يكسبه قليل جدا والذي يستحقه كثير جدا. فهو أعظم من كل معاصريه أدبا وعلما وفنا وفلسفة. ولكنه لا يجد سبيلا إلى أن يكون مثلهم. ولا يجد بدا من الضيق بهم وبزمانه وحكام زمانه. فلا يستطيع أن يمسك لسانه عنهم.. ولا يستطيعون أن ينتقموا منه. وقد نجحوا وفشل. وكان نجاحهم قوة وسلطانا. وكان نجاحه علما وأدبا وفلسفة. ماتوا وعاش أبو حيان المفكر الحزين اللامنتمي. وهو كالعقاد تنقصه الفلوس وعظيم الاحترام. والعقاد يقول: مصر بلد غريبة إذا أرادوا أن ينشروا الإسلام الصحيح طبعوا كتبي وإذا أرادوا أن يكافحوا الشيوعية طبعوا كتبي وإذا أرادوا أن يرشحوا أحدا لجائزة نوبل رشحوا طه حسين!

وفي علوم الفضاء أجد متعتي الكبرى مع العالم الأمريكي كارل ساجان صوتا وصورة ومع العالم البريطاني ستيفن هوكنج. والمتعة المريحة الهادئة مع عالم الحيوان والنبات البريطاني: أتنبره..

والأساس عندي هو الوضوح والمتعة أي أن يكون الفارس الذي أحبه واضح العبارة وأن تكون العبارة ممتعة. لا يرهقني ولا يوجع دماغي وإنما أن يريحني فأعود مرة وعشرين مرة!