لرجال الأعمال بصمات ومكانة خاصة ومميزة في مجتمعاتهم وخصوصا الناجحين منهم. وهناك نجاح عادي وهناك تميز استثنائي، يدعم هذا القول إرث جميل من الرؤى والإنجازات.
ولرجل الأعمال السعودي الكبير صالح كامل علامات وبصمات لا يمكن إنكارها من الإنجازات والنجاحات على مستوى العالم العربي وبات يصاحب ذكره دائما بوصف «الرجل صاحب الرؤية»، فهو خاض مجالات لم يخُضها غيرة بشجاعة وجرأة تُحسَب له وكان عصاميا وسبّاقا فيها.
فمن مجال الصيانة والتشغيل التي طور أسلوب العمل فيها بشراكات استراتيجية وبقيمة مضافة سبق فيها غيره، شملت مجالات كثيرة ومتنوعة، إلى مجال الإعلام الذي بدأه بإنتاج المادة التلفزيونية المتنوعة وصولا لتأسيس الشرق الأوسط MBC ومن بعد ذلك أول محطة إسلامية فضائية وهي «اقرأ» إلى شبكة متنوعة عربية شاملة هي art لتصبح الرائد الأول في مخزون الأفلام والمسلسلات والإعلام الرياضي إلى النقل والاستثمار والصناعة وعلامات تجارية يعرفها الجميع بجودتها وقوتها مثل حلواني والربيع ودلة وصولا للطب ومستشفياته وتعليم قيادة السيارات بمدارسها المنتشرة إلى الصيرفة الإسلامية والريادة فيها عن طريق مصرف البركة إلى التأمين والتطوير العمراني ومشاريع عملاقة مثل درة العروس ودرة الرياض ودرة البحرين ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية وطريق الحرمين الشريفين وغيرها من المشاريع العملاقة. ولم يكتفِ بذلك بل ساهم في تحسين بيئة العمل والرقابة والاستثمار بتوصياته اللافتة مع العديد من البنوك المركزية حول العالم العربي.
وفي السنوات الأخيرة اتجه وبقوة للعمل التطوعي وتحديدا من خلال إطلاق العديد من المبادرات المهمة حول العالم الإسلامي من خلال الغرفة التجارية الإسلامية وغيرها من مبادرات المسؤولية الاجتماعية. ومن نافلة القول ذكر أعمال الخير التي سعى وبشكل دؤوب على تطوير أدواتها وإيصال الفائدة لأكبر شريحة من المستفيدين. شارك وبقوة في معظم المؤسسات الخيرية بالعالم العربي وسعى لأن يكون عنصرا داعما لمعظم المشاريع الاقتصادية الكبرى لينال وبكل جدارة مكانة رجل الأعمال العربي الأهم.
صالح كامل يرقد اليوم في أحد المستشفيات الألمانية ليجري عملية دقيقة على قلبه الكبير. نسأل الله أن يرده لأحبائه سالما ومعافى ويزيل آلامه فهو نموذج من الرجال الذين قاربوا على الانقراض كان سبّاقا لوقته وزمانه عمل ساعات عديدة وكان يعدو ليلاحق بُعد نظره في سباق محموم أنهك فيه «أبو عبد الله» قلبه الكبير، ولكن العشرات من محبيه يرفعون أكفّهم بالدعاء له بالصحة والشفاء وأن يمتعه الخالق بالعافية دوما.
ولا أملك في الختام سوى القول بأن صالح كامل نكهة فريدة من الرجال الاستثنائيين.