أناشيد الحرب

TT

لكل حرب أناشيدها وأهازيجها. أشهرها طبعا نشيد المارسليز الذي أنشده الثوار الفرنسيون في زحفهم الطويل من مارسيليا إلى العاصمة باريس عام 1789:

هبوا يا أبناء الوطن

حلت أيام المجد

إلى السلاح يا مواطنين من ثكناتكم

سيروا قدما قدما

لنسقي سهولنا بدم الأنجاس

للمارسليز إيقاع مهيب للسير الطويل. تلاقفته الجموع فشاعت أنغامه في طول البلاد وعرضها حتى تحول إلى السلام الجمهوري الرسمي لفرنسا نسمعه في كل المناسبات الرسمية وسباقات كرة القدم.

لأناشيد الحرب دائما إيقاع قوي واضح يرجع صدى أقدام الجنود تضرب الأرض في مسيراتهم الطويلة المضنية. كذا جاء نشيد الجحافل البريطانية في الحرب العالمية الأولى:

إنه لطريق طويل طويل إلى تبريري

طريق طويل لنسير

وداعا يا ساحة بيكادلي وليستر سكوير

فأمامي طريق طويل لتبريري

ولكن حبيبتي تنتظرني هناك

أجمل فتاة هناك

كثيرا ما يرد ذكر الحبيب في أناشيد الحرب. فما من شيء يشغل بال الجندي في زحفه غير ذكرى حبيبته أو زوجته. وكذا جاءت أغنية الحرب الألمانية «ليلي مالين» التي شاعت في الحرب العالمية الثانية بعد أن غنتها سارة لينر، معبودة هتلر والحزب النازي. الأغنية تتغنى بجمال الحبيبة ليلي مالين وهي تجلس وتنتظر عودة حبيبها الجندي من الجبهة. غناها عساكر الفايمارت في مسيراتهم واكتساحهم عموم أوروبا. بيد أن المغنية الشقراء ذائعة الصيت، مارلين دتريش، هربت من ألمانيا ولجأت إلى الحلفاء وراحت تغني نفس الأغنية الألمانية، ولكن للعساكر الإنجليز.

وكان العساكر الإنجليز قد تبنوا أغنية محبوبتهم الإنجليزية، الشقراء هي كذلك، فيرة لين التي ما زالت حية بيننا وقد تجاوزت التسعين وسمعناها قبل أشهر تعيد غناء الأغنية بصوتها العجوز في ذكرى الحرب العالمية الثانية:

سنلتقي ثانية

لا أعرف أين

لا أعرف متى

ولكنني أعرف أننا سنلتقي ثانية

وكما قلت، لكل حرب أناشيدها ولنا في تراثنا العربي أمثلة من أهازيج الحرب والقتال ما يحفزني لكتابة مقالة خاصة بها، فإليها.