إخوان إيران

TT

هانحن اليوم أمام مهزلة جديدة من مهازل الإخوان المسلمين التي لا تنتهي بحق دولنا العربية، حيث صدر عن الجماعة موقف جديد يبرر، وكالعادة، كل ما يخدم المشروع الإيراني في منطقتنا، فهاهو مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف يصدر ما سماه «نداء» يطالب فيه السعودية بوقف القتال ضد الحوثيين، إذ يقول عاكف إن من حق السعودية حماية أراضيها و«لكن» دور السعودية وملكها «أكبر من ذلك بكثير»، ولا نعلم ما هو الدور الأكبر من حماية المملكة العربية السعودية، وسيادتها، وما هو الدور الأكبر من حماية الأمن والمواطنين؟

ولذا نقول إن موقف الإخوان المسلمين تجاه الاعتداء الحوثي على الأراضي السعودية، ما هو إلا استمرار في مواقف الحركة التي تصب كلها في مصلحة إضعاف الدول العربية، وزعزعة استقرارها، على حساب الجماعات المتطرفة، الممولة والمدعومة بالإعلام والسلاح من قبل إيران، والساعية لزعزعة أمن دولنا.

كان الأجدر بمرشد الإخوان دعم السعودية، وموقفها، دون «لكن»؛ فما تقوم به الرياض، وتحديدا في تلك المنطقة من الحدود السعودية اليمنية، يعد أمرا مهما وحيويا، حيث تقوم الرياض بحماية أمنها من مهربي الأسلحة، والمخدرات، وعناصر «القاعدة»، وكذلك الحوثيين، في وقت واحد، وهو أمر يدعو للوقوف مع السعودية، لا المزايدة عليها.

لكن هل نستغرب موقف الإخوان؟ بالطبع لا، فمواقفهم الداعية للفتنة ليست بالجديدة، وهو أمر رأيناه أيام احتلال صدام حسين للكويت، ويوم زحفت حماس على الحدود المصرية، ورأيناه من الإخوان يوم حاول حزب الله العبث بأمن مصر، كما كان للإخوان نفس المواقف المغرضة بعد الانقلاب المسلح الذي قام به حزب الله الإيراني في لبنان واستهدف المناطق السنية في بيروت، ناهيك عن مساهمة الإخوان في مسرحية المصالحة السنية ـ الشيعية بعد انقلاب حزب الله، والتي كان الهدف منها هو تبييض صفحة الحزب، ورفع الحرج عنه بعد انكشاف وجهه الطائفي في لبنان.

فأين الإخوان المسلمون، ومرشدهم، من تحرشات الحوثيين الإعلامية، والعسكرية، قبل أن تتصدى الرياض لعبثهم بحق الأراضي السعودية، وبعد أن قاموا باستهداف رجال حرس الحدود، والتسلل إلى داخل الحدود السعودية؟ فلم نسمع للإخوان صوتا مستنكرا لما قام ويقوم به الحوثيون على الحدود السعودية اليمنية، بل إن كل ما نذكره هو خروج قيادات من الإخوان المسلمين على وسائل إعلام إيرانية، قبل أيام، يشيدون بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وبحكمته، ودعوته لوحدة صف المسلمين، في وقت كان فيه المرشد الإيراني، وأحمدي نجاد، يهددان ويتوعدان السعودية حول موسم حج هذا العام؟

«نداء» الإخوان للسعودية دليل جديد على خطورتهم، وخطورة مشاريعهم، التي ليس من ضمنها حماية دولنا من العبث الإيراني. كما أن موقف الإخوان الجديد يوضح إلى أي مدى وصل التحالف بينهم وبين النظام الإيراني، حيث بات دورهم هو التشويش على الرأي العام من خلال بيانات مضللة، وهو أمر غير مستغرب على من قال «طز» في مصر، ولذا فهم إخوان إيران، وبجدارة.

[email protected]