المستقبل الذي يصنعه الملك عبد الله

TT

جمعني في نهاية الأسبوع الماضي مجلس كريم مع وزير التربية والتعليم السعودي، الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، ومن الطبيعي أن يطفو الحديث عن التعليم على غيره من الأحاديث في حضوره، فوزارة التربية والتعليم هي الوزارة التي ينشغل بأحوالها الجميع، باعتبارها المسؤولة عن إحداث التطورات التي يحلم بها المجتمع، فإن كان للغد في أذهان الناس بوابات عدة فإن بوابة التعليم تظل الأكثر أهمية، والأعظم اتساعاً، والأضمن وصولا، ولست أدري لماذا سرحت للحظة، والوزير يتحدث عن الآفاق المستقبلية للتعليم في السعودية لاستحضر إلى الذهن تجربة اليابان الحديثة، حينما اختار هذا البلد ـ قليل الموارد ـ التعليم ورقة رهانه في سباق المستقبل، فقاده التعليم إلى تبوؤ هذه المكانة الفريدة، وليس أدل على مكانة التعليم في اليابان من النظر إلى وظيفة المعلم على أنها أهم وظيفة في البلاد، لا يحلم بالوصول إليها إلا النخبة من الأذكياء والمتفوقين والنابغين، وظلت وسيلة التعليم هناك «جمع المعارف من شتى أنحاء العالم لترسيخ مكانة اليابان»، وهكذا نجح اليابانيون في تقديم النموذج الأمثل الذي كفل لهم مكانة فريدة بين أمم الأرض.

لقد بدا وزير التربية والتعليم السعودي واثقاً من منظومة الإجراءات التي تشهدها الوزارة في حقول تطوير المناهج، والمعلمين، وتحسين البيئة التعليمية، وأنشطتها اللاصفية، وهذه الثقة أراها ضرورية لرجل يتحمل أخطر المسؤوليات أمام القيادة والمجتمع لتنفيذ مشروع يعقد الجميع عليه الآمال في إحداث تغييرات إيجابية تكسب المجتمع القدرة على الإبحار نحو المستقبل، وفق خارطة طريق أكثر وضوحاً، وأبرز معلماً، وهذا يتطلب من المسؤول التنفيذي للمشروع المضي نحو الغايات بثبات، فلم يؤجل الكثير من مشروعاتنا الكبرى أكثر من الوقوف طويلا في دوائر «التوفيقية» المحبطة، وهذا المشروع الذي تلتقي حوله التطلعات، هو مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام، الذي رصد له عدة مليارات، وهو جزء من منظومة مشاريع وبرامج كبرى أطلقها الملك عبد الله لبناء الإنسان، ومنها جامعة الملك عبد الله «كاوست» بمستواها الفريد في المنطقة، وكذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، الذي كفل للآلاف من أبنائنا وبناتنا الإطلاع على تجارب العالم من الصين إلى الولايات المتحدة، وستكون بلادنا على موعد مع أهم محطات نهضتها الحديثة، حينما يعود هؤلاء إلى البلاد ليوظفوا مكتسباتهم العلمية المتنوعة من مختلف معارف العالم في دفع عجلة النهضة داخل بلادهم.

وللحقيقة أقول: إذا كانت اليابان تدين للتعليم بمكتسبات حاضرها، فإن السعودية ستدين لتوسيع آفاق التعليم التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في صنع مستقبلها.

ولوزير التربية والتعليم، الواثق والمتفائل، صادق الأمنيات.

[email protected]