المرأة و«الفياجرا» وأجندة الظلام!

TT

تمثل المرأة الخصم الأول لكل الحركات الإسلاموية السياسية المتطرفة من أفغانستان إلى الصومال، فما أن تتمكن حركة من السيطرة على بضعة كيلومترات حتى تدير ظهرها لكل أوجه الفساد والانحلال، وتتفرغ لإخضاع المرأة، فلم تجد حركة الشباب في الصومال، وهي الحركة المتطرفة التي تنازع الدولة النفوذ في الصومال، ما تستعرض به عضلاتها في بلد يضم آلاف القراصنة واللصوص والقتلة، وترتكب فيه يومياً ألوان متعددة من جرائم الاغتصاب والاختطاف والقتل، سوى امرأة نفذت فيها يوم الثلاثاء الماضي حد الرجم حتى الموت بتهمة الزنا، وهي تهمة مطاطية في أجزاء من بلد تغيب عنه العدالة، وفرص التحقيق والتوثيق والتيقن لكي تطبق فيه أحكام الشريعة وفق أسس من العدالة والتثبت، ففي هذه الأجواء المنفلتة يمكن أن تكون المرأة المرجومة ضحية من ضحايا الاغتصاب. وحركة الشباب هذه هي بالتأكيد جزء من نسق عام للفكر المتطرف، فطالبان أفغانستان حينما تمت لهم السيطرة ذات يوم لم يضعوا على أجندة أولوياتهم محاربة زراعة المخدرات، ولا اقتلاع الفساد المتفشي في البلاد، ولا ضبط الجرائم المستشرية، وإنما جعلوا معركتهم الأولى والكبرى السيطرة على المرأة، فأغلقوا المدارس، وسرحوا الموظفات، ودمروا صالونات تصفيف الشعر، وكل ما له صلة بالمرأة وتاء التأنيث، ومثل طالبان فعلت ربيبتها في وادي سوات في باكستان، حينما جعلت معركتها الأولى مدارس البنات، مهددة بتدميرها على رؤوس من فيها من الطالبات الصغيرات.

ومما يردده بعض الجنود من قوات التحالف في أفغانستان أن أهم رشوة يمكن أن يقدمها الجنود لحث بعض الرجال الأفغان على التعاون معهم علبة من أقراص «الفياجرا»، ولا يوحي هذا الولع بالجنس لدى أتباع تلك الحركات بأن ثمة تناقضاً مع موقفهم من المرأة، فهم لا يعادون المرأة بالمطلق، لكنهم يكرهون تعليمها، وتثقيفها وعملها، إذ يرون في كل ذلك تشجيعاً على استقلالية المرأة، وبالتالي تعزيز إمكانية رفضها بأن تكون مجرد كائن إنساني لا وظيفة له في الحياة سوى إمتاع الرجل وإشباع غريزته.

كم هو مؤلم أن يكون من بين أتباع هذا الدين، الذي كرّم المرأة، ورفع قدرها، وعظم شأنها من يريد أن يعيدها إلى عصور الظلام، والوأد، والتخلف، وحسب المرأة في مواجهة هذه الحركات الظلامية رب رحيم.

[email protected]